كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

0 1 - مريم جميلة تحكي قصة اسلامها بنفسها (1)
منذ نعومة اظفاري، بدأتُ اتساءل: ماذا يعني حقّاً أنْ أكونَ
يهودية؟ وأحسب انني بدأتُ أسال نفسي ذلك، عندما أخذتْ زميلاتي
النصرانيات في المدرسة يدعونني في عيد الفصج بقاتلة المسيح. وبعد
انتهاء عيد الفصج، كنّ ينقلبن بكل غرابة إلى رقيقات ودودات حتى
نهاية العام. وعندما سألتُ ذات مرّة صبياً رومياً كاثوليكياً: لِمَ يعمل
ذلك؟ اجاب بأنَّ القسيس اخبره بذلك.
ومع أنني كنتُ في الخامسة من عمري عندما نشبت الحرب العالمية
الثانية، وفي الحادية عشرة من عمري عندما انتهت، إلا أنَّ أخبار
الحرب المتواصلة في الإذاعة والصحافة، والوصف الرهيب لعملية
استئصال اليهود على يد الحكم الهتلري النازي في ألمانية ترك أثراً
لا يُمحَى من ذاكرتي (2). وكان هناك اختلاف طفيف ملحوظ حتى في
(1)
(2)
انظر: كتاب (الإسلام بين النظرية والتطبيق) لمريم جميلة، ترجمه إلى
العربية: س. حمد، مكتبة الفلاح، الكويت (978 أم)، ص:
21 - 13.
لم يكن استئصال اليهود على أيدي العنصريين النازيين -وما اكثر
العنصريين في أوربة - عملأ شاذّأ في التاريخ الأوروبي الذي شهد عمليات
استئصال كثيرة عبر تاريخه الطويل، ولعلّ من أبشعها محاكم التفتيش
الإسبانية ضد المسلمين، وحروب الكنائس بين الأوروبيين انفسهم،
وأخيراً ولي! آخرأ مذابح المسلمين في البوسنة والهرسك، فكانّ النفسية
الغربية تبرر جرائم الحروب وجرائم الإبادة الجماعية رغم ادعأءاتهم
الكاذبة حول حقوق الإنسان، ومواقفهم تجاه جرائم إسرائيل الشنيعة بحق
الفلسطينيّين، وخاصة ما جرى في حرب غزة الأخيرة الذي يشهد على
كذبهم ونفاقهم (ن).
39

الصفحة 39