كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

قادتنا المصلحين اشياء بالية، ولا قيمة لها في الحياة الحديثة.
وبالمثل، فمان بيتنا لم يكن يتميز عن بيت جيراننا النصارى، وكنا
نشعر أننا بعيدون عن التمسّك بالدين مثلهم. والشي ءُ الوحيدُ الذي كان
يحفظ عائلتنا من أن تفقد هويتها كلية هو تلك الحقيقة المدهشة، وهي
أننا مع كوننا ذائبين في المجتمع النصراني فلم نكن نتزاوج معهم،
وكذلك كانت صلاتُنا الاجتماعية منحصرةً مع أبناء جنسنا.
كنتُ دائماً أحتقرُ اليهودية التقدّمية "الإصلاحية" غايةَ الاحتقار،
لائها مع مجاهدتها لتنسجمَ مع الحياة الغربية الحديثة، أصبحتْ مجرّد
مجموعة من التفاهات الفارغة، الخاليةً من أي معنًى بالنسبة لي0
وكنتيجة لتجاهلها التام للشريعة التوراتية، فقد أصبح أتباعها يهوداً
بالاسم فقط.
وفي الحقيقة فقد بدا لي أنَّ "حركة الإصلاح " كانت دوماً تنبذ كل
ما في اليهودية، ولا تستبقي منها إلا الاسم. وكان كثيز من اليهود
التقدّميين ملحدين، يتمسّكون ببعض العبادات اليهودية من قبيل العادة
او التقليد العائلي أو تحت ضغط التاَلف الاجتماعي.
لقد كان غرضُ "حركة الإصلاح اليهودية " يُقْصَدُ منه، "جذبُ
أولئك اليهود الذين كانوا - لولا الحركة - سينشأون ويفقدون كلَّ أثرٍ
لشخصيتهم اليهودية، ويعيدون بناءَ عفيدتهم في الجوهر والمظهر،
بما يتفق والحياة الامريكية المعاصرة. ولقد جاءت النتائجُ الوهمية
للفكرةِ الكاملةِ ولحركة الإصلاح واضحةً تمامَ الوضوح عندما رأيتُ بأمِّ
42

الصفحة 42