عينيَّ أنها لم تفشل في صدَ تلك الثقافة فحسب، بل شجّعت تلك
المسرلقدْ كان الجيلُ ا! ول من المهاجرين اليهود - وعلى ا! خص اولئك
الذين كانوا من أصول أوروبية شرقية - متمسِّكاً متعصباً لدينه. إلا أنَّ
أضادَهم بعد أن تشرّبوا أساليبَ الحياة الأمريكية بالثقافة المدرسية
العامة، انقلبوا (دون تمييز) على الشرائع والطقوس اليهودية التي كانت
غريبةً عن بيئتهم، وعلى السلطة الأبوية التي كانت تحاولُ أن تفرض
نفسها عليهم بالقوة. ولكنهم لتمسكهم بفكرة اليهودية عاطفياً
وشعورياً، لم يهجروها كلية، بل أصبحوا أتباع "معبد إصلاحي "،
وذلك كان يرفعُ منزلتهم الاجتماعية في عين الجمهور، إذ كان
الانضمامُ يتطلّب المال. وكانت العضوية مفتصرةً على الطبقات العليا.
إلا أنَّ الجيل الثالث لم يكن توّاقاً لنبذ محتويات اليهودية فحسب، بل
لنعذ الا كذلك.، ? -
وهكدشم، فما كدتُ أبلغ سنَّ المراهقة، حتى أزال ابي وامي اخر
فاصل يفصلنا عن المجتمع النصراني عندما انضما إلى مؤسسة إنسانية
"لا إدارية " تُعْرَفُ باسم "جمعية الثقافة الأخلاقية ". وبعد سنوات،
وعندما أصبحا غير مرتاحين لهذا -وكان من أسباب ذلك أنَّ الغالبية
العظمى من الأعضاء كانت من أصل يهودي - انضما إلى "الكنيسة
الموحدة " المجاورة. ومع أنَّ "الكنيسة الموحدة " التي انضما إليها
احتفظت بمظهرها الخارجي النصراني الخلاّب، إلاّ أنَّ مُثُلَها كانت
مطابقةً لجمعية الثقافة الأخلاقية. وقد اقتفت أختي الكبرى الأثر حالاً
عندما رأت أبويَّ سعيدين مرتاحين لكونهما "موحّدين". ولربما لن
يعتبرا طفليهما يهوديين حتى ولو بالاسم، وهكذا فقد تمت عملية
الإذابة.
ويزعم اليهود الإصلاحيون عامةً أنّ اليهود شدب مضطهد، لأنهم
43