كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

العهد القديم اليهودي: اَدم، وإبراهيم، ولوط، ويوسف، وموسى،
وطالوت، وداود، وسليمان، وإ لياس، وايوب، ويونس. ولكن
عندما تصدّى له يهود المدينة، العارفون بكتبهم المقدسة، ليفضحوا
وصمه للتوراة بالكفر، أعرض عنهم محمد بفطاظة بعد مشادات عنيفة
مع أحبارهم. وجاء5 جبريل مرة أخرى في الوقت المناسب، وامر 5 ا ن
يغيّر القِبلة من بيت المقدس إلى مكة. وبعد قليل، انتقم لما لحقه من
الأذى من ألسنة اليهود بالحديد والنار. ومع أنّ قرى اليهود الصغيرة في
الجزيرة العربية كانخا كثيرةً قوية التحصين، إلا أنه استطاع ان يهزمها
بالحيلة والهجوم العنيف، فضُرتجا أعناق آلاف اليهود ومُثّل بهم " (1).
وهكذا، فإنّ تعاطفي المتزايد مع الإسلام ومثله العليا اثار غضبَ
اليهود الاَخرين الذين كنتُ اعرفهم، وعندما علموا أنني اعتنقت
الإسلام بدؤوا يعتبرونني كأنني ارتكبتُ أكبرَ خيانة دينية بالنسبة لهم.
وكانوا يقولون لي: إنَّ مثل هذا العمل الشنيع لا يؤدي إلا إلى المسّ
بكرامة الاَباء والأجداد، وهو عار عليهم، ولا يجلب إلا الكراهية
لهم. كذلك حذّروني من انني حتى بعد اعتناقي للإسلام، لن تستوعبني
المجتمعات الإسلامية.
واثبتتِ الأيامُ أنه لا أساسَ لمثل هذ 5 المخاوف، حيث إنني تلقيت
ترحيباً حارّاَّ وَحفاوةً بالغةً من قِبَل المسلمين جميعاً، ولم أجد فرقاً بين
المسلم القديم والمسلم الجديد.
(1)
لم تُضرَب إلا أعناق قبيلة بني قريظة، التي انضمّت إلى الأحزاب التي
جاءت إلى المدينة لتقضي على الرسول وأصحابه، وهم لايزيدون على
أربعمئة مقاتل إ! أما التمثيل بهم فهو كَذِب وقج إ! (ن).
48

الصفحة 48