كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

هناك شي! بعينه من تعاليم الإسلام هو الذي أخذَ بمجامع قلبي، إنّه
المجموع المتكامل المتناسب والمتماسك من هذه التعاليم الروحية من
جانب، والتي ترسم برنامجاً عملياً للحياة من الجانب الاخر".
ومنهم من كان الصراعُ الداخلي بين الواقع والفطرة سبباًاساسياً وراء
سعيه لإيجاد الأجوبة الشافية عن الأسئلة التي تؤرّقه، ولا يجد لها
جواباً عند من ينتمي إليهم عقدياً أو فكرياً من رجال دين أو علماء.
ومن أهم هذه الأسئلة تلك التي تتعلق بالموت والحياة، وتدفعُ غيرَ
المسلمين إلى الاتجاه إلى هذا الدين الحنيف، لأنها مرتبطة بالهدف
الأساس لحياة ووجود الإنسان على الأرض، الذي أوضحه اللّه
سبحانه وتعالى بقوله: " وَمَا ظًقتُ آلِجنَّ وَالإدنسَ إِلَّا لِيَغبُدُونِ " أ الذاريات:
فالإنسان إذا غفل عن معنى الحياة الواضج في الاية المذكورة يولد
ويموت كالأنعام، لا يعلمُ من أين أتى، ولا إلى أين يذهب؟ وهذا هو
بالضبط ما يعتقد به كثيرون ممّن لا يؤمنون بدين الإسلام.
وتحكي المسلمة المهتدية مريم جميلة عن تجربتها مع والدها
فتقول: "فاجأها والدُها ذات مرة في حديثٍ معها -وهي الفتاة الداخلة
إلى أعتاب الحياة - بقوله: "إنه لا توجدُ قيم مطلقة، وإنّما المهم هو
أن يعيشَ الإنسانُ حياته متمتعاً بقرب الأهل والأصدقاء ورفاهة العيش
في المجتمع الغربي ".
وصدمها مجتمعُها بتفاهته، وانغماس أقرانها في اللهو والرقص
والاختلاط، والمواعدة بين الرجال والنساء، وانشغال الفتياب
بالتبرّج والتعري، ولم تجد الهدفَ الأسمى الذي يؤدي الإنسان

الصفحة 6