(2)
اؤنسة ما اصوس لاهور: 25/ 2/ 1961 م
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته:
وصلني كتابكِ المؤرخ في 31 يناير متأخرأ قليلاً، وأنا آسف! على
اني لم أتمكن من بعث جواب عاجل نتيجة مشاغل شاغلة. وأخاف أنَّ
هذا التأخر سبّبَ لكِ إزعاجات توجب عليَّ أن أعتذرَ إليك من اجلها.
لقد قرأتُ نبذة عن حياتك ببالغ الاهتمام وكبير الاعتناء، وقد تحقّق
لدي بعد أن أنهيتُ قراءتها أنّ الإنسان الذي يتمتع بعقل مفتوح غير
متحجرٍ لابدّ أن يجد أمامه المدخل الذي يوصله إلى الطريق الحق، إذا
كانت جهودُه مخلصة ومطردةً. أما البلايا والمحن التي ذكرتِ أنّك
تعرّضت لها، والعذاب الذهني الذي ابتُليتِ به، لم تكن عندي أموو
غير متوقعة، إنَّ الإِنسان الذي يمرُّ بصراع عنيف وشديد مع ما يحيط به
من الظروف الاجتماعية، ولا يحظئ بأدنى عطف ولا بأقل تشجيع في
محيطه الفكري والأخلافي، إنّه ليكونُ من الغرابة في مكافي إن كانت
أعصابه لا تنهار. إنّ عدم انسجامكِ نتيجة فطرية لافتقادِ التوافق بينك
وبين المجتمع الذي تعيشين فيه، إنَّ مزاجك وذوقكِ والأفكار التي
تحملَينها، والعادات والسلوك اللذين تتمتعين بهما، كلها تضاد مبدئياً
ما عليه قومك، ويغايرُ المجتمع الذي تعيشين فيه. وكان من الممكن
ان يضرّكِ الصراعُ العنيفُ ويؤذيك أكثر مما اذاك به فعلاً. إنّكِ مثل
شجرة استوائية غُرست في المنطقة الشماليةِ، لذا يجبُ عليكِ أ ن
85