كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

تواجهي ببسالة ما يتعذّر اجتنابه، كل إنسان يستطيعُ أن يترعرعَ ويبرزَ في
جوٍّ ملائم، ولكنّه مهدد - إذا كان الجوُّ غيرَ ملائم - أن يفقد اتزانه
الفكري، وأن تذوبَ طاقاته وصلاحياته. وهذ 5 هي الأسبابُ التي
جعلتكِ غير متزوجة حتى الان، إنّ مجتمعكِ لن يرغَب في امرأةٍ مثلك.
لأن جميع الصفَاتِ التي تتحلين بها هي معايبُ لدى ذلك المجتمع، فلا
يمكن أن تجدي رفيقَ حياتك في المجتمع الذي تعيشينَ فيه الاَن. وإن
كنتِ مرتبطة باًحدٍ ارتباطاً زائفاً، فإنه لا يكادُ يكون ارتباطاً زوجياً
ناجحاً مرغوباً فيه.
انا مهتم بمشاكلك منذُ أن تلقيتُ رسالتك الأولى، وأرى انّه لابد
من أن تختاري احد الامرين:
إما ان تبدئي العمل للإسلام جهاراً في أمريكة، وأن تجمعي حولك
جماعة من المتعاطفين والمتعاونين في العمل.
هاما أن تهاجري إلى إحدى الدول الإِسلامية، وأنا أرجج مجيئك
إلى باكستان.
اما رأي أنا، فليس من السهل ان أقول أيهما يناسبك، إنّه يرجع
إلئ ظروفك وأحوالك الخاصة، ولكنّ الشي ءَ الذي أستطيعُ أن أقوله
إنك إذا أقصت في باكستان فستجدين نفسكِ فيها بين أناس يتفقون معك
في الأفكار، ما عدا اختلاف اللغة. وسوف تحصلين إن شاء اللّه على
التشجيع وعلى جميع أنواع المساعدات المعنوية والمادية. كما نتوقع
جداً أن تجدي شاباً مسلماً يتمتع بالصفاتِ الحميدة ليكونَ رفيفأ لك في
الحياة. وسوف تجدين منّي كلَّ مساعدة بعد وصولك إلئ باكستان.
ولكنّه يؤسفني أن اقولَ لك: إنني لا أستطيعُ أن أساعدك في نفقات
86

الصفحة 86