كتاب مريم جميلة المهاجرة من اليهودية إلى الإسلام

في السنوات الأولى من دخوله الإِسلام لاحظتُ أنّ تغيرات تدعو
إلى البهجة والسرور طرأت علئ حياته، ولكنّ الحقيقة التي لا ريبَ فيها
أنَّ الإِنسان الذي يرغبُ أن يعيشَ حياة إسلامية صادقة يفاجَأ بأن جميع
كفاءاته تفقد القيمة في هذا المجتمع. وهو الحادث المؤلم الذي وقع
مع محمد أسد، فإنه كان متعوّداً على مستوىً عصري عالٍ للحياة،
فلمّا دخل الإِسلام، واجهته صعوبات مالية قاسية، فكانت النتيجةُ ا ن
اضطرَّ إلى التوفيق بين الأمرين. ومع هذه التغيرات المنافية أعتقدُ حتى
الآن أنَّ أفكاره ومعتقداته لم تتغير، وإن كانت حياته العملية ابتليت
بتعديلات كثيرة.
قال رسولنا الكريم صلوات اللّه وسلامه عليه: "يأتي على الناس
زَمَان الصَّابِرُ فيهم على دينه كالقَابِضِ على الجَمْرِ" (1). وقد تحققت هذه
النبوءة حيث إذا أراد رجل أو امرأة ان يعيش كما يتطلّب منه الإِسلام فإن
عاصفة شديلإة من المعوقات تواجهه في كل خطوة من قبل الحضارة
المادية وأهلها. وإنَّ البيئة كلَّها تنقلِبُ أعداءً لذلك المسلم. وعند ذلك
إمّا أن يضطر إلى التوفيق بين الأمرين، او ان يعيش في صراع عنيف مع
المجتمع. وأعتقد أنَّ أقوى رجلى أعصاباً لا يستطيعُ ان ينتصرَ في هذا
الصراع.
هل سبق لك الاتصال بالمركز الإِسلامي في واشنطن أو في
مونتريال!، فإنَّه قد يفيدك الاتصال به، وعنوان المركز الإِسلامي في
مونتريال كما يلي: المركز الإسلامي 1345، طريق الهلال الأحمر.
مونتريال! 2. كويبي. كندا.
(1)
حديث صحيج رواه الترمذي عن أنس (ن).
88

الصفحة 88