اشكرك على شعورك نحوي، وتفكيرك من أجل سلامتي في جولتي
القادمة في البلدان الإفريقية. ويسرني أن اخبرك أنَّ المناطق التي أنوي
زيارتها من الفارة الإفريقية في سفري هذا، مستقرّ! الأحوال، بعيد!
عن الاضطرابات. أريدُ زيارة الصومال وكينية وأوغندةَ وتنجانيقة،
وزنجبار، وموريشوس، وجمهورية جنوب إفريقية. وهي بلاد تكثر
فيها الجمعيات الإسلامية من الهند والباكستان والبلدان العربية. وآمل
ان اتمكّن من العمل للدعوة الإِسلامية في إفريقية متعاوناً مع تلك
الجمعيات.
أنا أدركُ تماماً مدى أفكاركِ المذهلةِ عن الرئيس عبد الناصر، إنّه
بدلاً عن أن يكون مدافعأ عن الإِسلام، لطّخ يديه الظالمتين بالدماء
البريئة للشهداء، إنّه بسحقه الإِخوان المسلمين بقسوةٍ وجَّه إلى القوى
الإِسلامية في البلدان التي ينطِقُ أهلها بالضاد، ضربةً تعذّر معها
وجودها. وهو يملك أربعة ألسنٍ في فم واحد: حينما يخاطب الشعب
المصري، يقول لهم: إننا أبناء فرعون (وقد نصبَ في الساحات العامة
بمدينة القاهرة مجسمات ضخمة لرمسيس الثاني الفرعون الملعون الذي
عُرف بالاضطهاد والظلم) (1)، وإذا خاطب الشعوب العربية بصفة عامة
يقول لهم: إننا ابناء قوم عرب أعزة. وإذا خاطب العالم الإفريقي كلِّه
يحاول أن يكون ممثلهم الشخصي والناطق الرسمي باسمهم. وقد بدا
منذ أيام قليلة يتحدّثُ عن الإِسلام عن طريق إذاعة صوت القاهرة، لأنه
يناسب الظروف الاستراتيجية. إنّ رجلاً مجازفاً مثله ومجرّداً عن القيم
الأخلاقية لن يخدمَ أبداً أهداف الإِسلام.
(1) نُصب تمثال رمسيس في إحدى ساحات القاهرة قبل الثورة المصرية (ن).
89