كتبتم عنه في كتابكم الأخير، مع أنه تم بناؤه في عام 1957 م. أما
المسجد في واشنطن فأنا علئ صلة قوية معه، وقد سافرت في الصيف
الماضي لمشاهدة المسجد وزيارة المدير الدكتور محمد ف. هويله
الذي هو أحد خريجي جامعة الأزهر مثل الدكتور شريبة. وكان بناء
مسجد واشنطن قد تمَّ وفق فن العمارة الإِسلامية التقليدية، فكان جميلاً
كأي عمارة جميلة في العالم. ولكنَّ الأمر الوحيد الذي اَلمني أ ن
المسؤولين الحكوميين في مدينة واشنطن لا يسمحون بالأذان من فوق
المئذنة، ويتعللون بأنه يثير غضب السكان غير المسلمين في المنطفة،
ولأنّ فيه إزعاجاً للعامة. كما انّ المسجد لا يفتحُ إلا لصلاة الجمعة.
أما الصلوات الخمس فقد تبيّنَ لي بعد المراقبة أنَّ المسلمين لا يأتون
إليه من اجلها.
هل سمعتم عن الحملة التي قام بها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة
ضدّ صوم رمضان، فهو يدّعي أن الصوم يضزُ بالصحة!! وأنه هو السبب
الرئيسي لتخلف الاقتصاد التونسي، لأن الإنتاج الصناعي ينخفض في
شهر رمضان، وأن الذين يصرون علئ الصوم إنّما هم رجعيون!!
إن الهدف الرئيسي للسمّ الذي يدسه الرئيس بورقيبة هو جامعة
الزيتونة التي هي مركز هامّ للدراسات الإِسلامية منذ قرون في شمال
إفريقية.
وقرأتُ في الجرائد أنه كلما اقترب شهر رمضان في الاتحاد
السوفيتي، يضاعِفُ الشيوعيون دعاياتهم ضد الإسلام. إنّ الدعاية
الشيوعية لإضعاف معنويات المسلمين لا تخفق في التوكيد للشعب بأن
رمضان له تأثير مُضرٌّ علئ اقتصاد البلاد، وذلك لأن العامل في المزرعة