في هذا المشروع لايمكن أن توصف بالعلمانية أو اللاّدينيَّة في
مفهومهما الضيق المتداول بين الناس. نحن نعزم علئ أن تكون هذه
الجامعةُ مختلفة عن الكليات الحديثة او المدارس قديمة الطابع، وأن
يكون لها طابع خاص لا مثيل له. إننا نتمنى إيجاد علماء مسلمين
متعمفين في العلوم الإِسلامية مع التزود بالعلوم الحديثة، ليتمكنوا من
تطبيق المبادىء الإِسلامية على مشكلات الحياة في العصر الحاضر.
المملكة العربية السعودية الان - مثلها مثل البلاد الأخرى
للمسلمين - أصبحت مسرحأ للصراع بين حضارتين متضادَّتَيْن،
اكتشاف البترول جلب لها أموالأ هائلة لم تكن تحلمُ بها. فانهار السد
المنيع الذي كان يحول دون سيل الحضارة الغربية، مدينة الرياض
الحديثة الكائنة في الصحراء العربية كادت أن تصبجَ - وهي تشق طريقها
إلئ الرقيّ والازدهار - نسخة مطابفة للعواصم الغربية. وكذلك الحال
بالنسبة لمدينتَيْ الظهران وجُدّة. بل مدينتا مكة والمدينة بداتا تخطوان
إلئ التجدد والطابع العصري.
في مثل هذه الظروف الراهنة إن لم نستطع أن نوجد علماء جيدين
للبلاد العربية ليملأوا الفراغ الموجود في حفل الزعامة بأفراد اذكياء
علميين. نخاف أنّ تكتسج ملاذ الإِسلام هذه موجةُ الثفافة المادية التي
جاءت بخراب وفوضى في تركية، والتي تشدد الآن قبضتها على مصر
وتونس والمغرب وأندونيسية وباكستان.
لذا أعتقد أنّ واجبنا الأول أن ننقذ مركز الإِسلام من مخالب هذا
الخطر الداهم.
الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة يتبع الان خطوات الزعيم التركي