كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

بالروم وفارس في وضع الدواوين وما إلى ذلك ممّا يقتضيه نظام الدولة
في حالتي الحرب والسلم وماتقتضيه المصالح، ولايتنافى ذلك مع
ما جاء به الدين (1).
هذا بالإضافة إلى أنَّ الإسلام بعد انْ عمَّ جزيرة العرب انتقل إلى بلاد
المملكة الفارسية وبلاد مملكة الرومان وغيرهما، فانتشر في بلاد فارس
والعراق والشام ومصر وبلاد المغرب وغيرها - على ما هو معرودث في
التاريخ - ولا شك انَّ هذ 5 البلاد كانت ذات حضارة عريقة، وبها قوانين
للتعامل، ولو بحسب التقاليد والعادات الموروثة، ولما كانت غاية
الإسلام الأولى هي الدعوة إلى توحيد اللّه سبحانه وتعالى، وتقرير العقائد
الصحيحة، ثم التكليف بالعبادات التي تزكي النفوسَ وتهذّبها، وتعدّها
للخير والسعادة وتحسن العلاقة بين العبد وربه؟ اهتم المسلمون بنشر
ذلك في البلاد التي فتحوها على ماجاء به الإسلام. وامّا مايتعلّق
بالأحكام الدنيوية فقد أخذوا فيه بما جاء به الكتاب العزيز من نصوص
خاصة ونصوص عامة كلية تهدي القائمين بأمر التشريع العادل الحكيم،
كما اخذوا بما ثبت من ذلك عن النبي عفَي!. وحملوا كلَّ ذلك معهم إلى
البلاد التي فتحوها. ولما كانت تلك البلاد كما قدمنا ذات شرائع
متوارثة، فما خالف من تلك الشرائع نصوص الشرع الإسلامي وآصوله
وقواعده الكلية قضي عليه القضاء المبرم، وما لم يخالف أبقي على ما هو
عليه، فلا مضرة منه، إذ هو أمز واقع تحت انظارهم استفاد منه
المسلمون وانتفعوا به، وكثرت به التفريعات؟ لأنَّ الفقهاء مضطرون إلى
تلمس أحكامه (2).
(1)
(2)
علم أصول الففه لأحمد إبراهيم ص: 23 - 24.
مصادر الفقه الإسلامي لأحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقتصاد،
س (1)،ع (2)، ص: 208 - 209.
102

الصفحة 102