كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

سادساً - صياغة الفقه الإسلامي في ثوب جديد:
الناظرُ في كتب الفقه الإسلامي القديمة يجد فيها عدة صعوبات تعيق
الفهم الصحيج للفقه الإسلامي. ومن هذه الصعوبات التركيزُ الشديد
لبعض المعلومات، ووجود بعض المصطلحات المنطقية والفلسفية التي
يتعذّر على الدارسين المعاصرين فهمها. هذا بالاضافة إلى انَّ بعض هذه
الكتب صيغت بلغة فيها عجمة؟ لأنها الّفت من قبل مؤلفين أعاجم لم
يتمكنوا من اللغة العربية (1).
لكنَّ الشيخ أحمد إبراهيم استطاعَ أن يصوغَ كتباً في الفقه والأصول
بلغة عربية عصرية الأسلوب، يفهمها كل مَنْ يقرؤها كما قال: "إنِّي ارى
أن ييسر لعامة الأمة معرفة الضروري من أمور الدين والشرع من أقرب
الطرق، وأن توضعَ في ذلك المصنفات السهلة جداًالخالية من ذكر
الخلاف ومن الجدل الممقوت، والمقتصر فيها على ما صجَّ وثبت من
أحكام الدين والمتشبعة بالروح الطيبة التي تزكّي النفس وتطهّرها وغير
الموضوعة في القوالب الميكانيكية " (2).
وقد شهد للشيخ أحمد إبراهيم بهذه المنهجية في العرض تلاميذُه
وقارئو كتبه. فقال الشيخ عبدالوهاب خلاف: "حسبك أنَّك ألبستَ
بحوثَ الفقه ثوباً من حُسن البيان وفصاحةَ الأسلوب " (3).
وقال الشيخ جاد الحق: "فهو رحمه اللّه فقية مجدِّدٌ في فقه الإسلام،
(1)
(2)
(3)
(4)،ع (6) ص:656 - 657.
انظر تفصيل ذلك في كتاب الشيخ علي الخفيف للمؤلف ص: 55.
علم أصول الففه لأحمد إبراهيم ص: 111.
كلمة الشيخ خلاف في أحمد إبراهيم نقلاً عن تراجم ستة من فقهاء العالم
الإسلامي لعبد الفتاح ابو غدة ص: 118.
108

الصفحة 108