كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

إشراف عليه حتى لا يسيء الناس استعمال هذا الحق، ويلحقوا الضرر
بالاخرين.
خامساً - رأيه في ميراث الابن الذي خطط لقتل ابيه، واوكل التنفيذ
لغيره، مع معاينة الابن للجريمة، وإخفائها في غرفة داخل المنزل:
حدثت في عصر المؤلف انَّ ولداً يدعي أنَّه مسيحي الديانة، ويبلغ من
العمر (20) سنة، اتفق مع شخص اخر عمره (25) سنة على قتل ابيه،
وأعدَّ الولدُ بلطة لتنفيذ القتل، وقد وقف الولد يشهد مصرع أبيه، وحضر
معه القاتلُ المذكور وقت ارتكاب الجريمة حتى قضى والده نحبه، ولم
يبلِّغْ هذا الولدُ احداً بذلك، ودفنَ جثة والده في ارض غرفة المنزل
الداخلية النائية، وأغلق الغرفة، وأخفى مفتاحها، وقد اعترف بجميع
وقائع الحادثة في أثناء التحقيق في قضيته الجنائية رقم (708)
سنة (1932 - 1933 م (بطنطا. وادّعى الولد انَّ سبب القتل أنَّ والده كان
مقتّراً عليه لسوء سلوكه. فهل يجوز شرعاً أن يرثَ من تركة أبيه؟.
عُرضت هذه الواقعة على فضيلة المفتي الأستاذ الشيخ عبد المجيد
سليم (1) فأفتى أنَّ الولد لم يباشر قتل ابيه، وأنَّه ساعد القاتل المباشر
للقتل بحضوره معه وقت ارتكاب الجريمة، ووقوفه لمراقبة المكان الذي
ارتكبت فيه، ومثل هذا لا يعتبر شرعاً قتلاً مستوجباً لحرمانه من ميراث
والده القتيل، على ما يؤخذ من اقوال الفقهاء -يراجع الدر المختار. في
(1)
الشيخ عبد المجيد سليم: المفتي الأكبر لمصر. ولد بميت شهالة، مركز
الشهداء بالمنوفية في سنة (289 اهـ- 1872 م)، حفظ القرآن في كتّاب
القرية، ودرس في الازهر، وتخرج فيه، وتولى القضاء، والإفتاء مدة
سبعة عثر عاماً حتى بلغت فتاويه اثنين وعثرين مجلداً، وتوئى مشيخة
الأزهر، وكانت له اَراء في إصلاح مناهج الكليات والمعاهد الدينية،
وتوفي سنة (374 اهـ- 1954 م).
116

الصفحة 116