كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

الوضع، وعلى اتصال دائم بالحياة العملية ليعمل بها في محاكم البلاد
الإسلامية، واللّه الموفق " (1).
وممّا أعانه على الجمع بين الاصالة والمعاصرة إطلاعُه الواسع على
ماكتب في مجال تخصصه من كتب وأبحاث. كما قال تلميذه الشيخ
خلاّف عند تدريسه مادة الفقه في مدرسة القضاء الشرعي: "شمر الفقيدُ
عن ساعد الجد، وواصل أوقات العمل، ولم يدع مجهوداً في بحث
فقهي إلا بذله، ولاكتاباً معروفاً في الفقه إلا درسه " (2) هذا بالإضافة
إلى اطلاعه على ما تفيض به الصحف والدوريات، وما تدفعه المطابع
الحديثة من كتب وابحاث ومقالات، فيعقب عليها ويصحج وينقد. قال
الشيخ ابو زهرة فيه: "كان يلاحِقُ الصحفَ والمجلات بمقالاته الإسلامية
الرائعة " (3).
ثانياً - التركيز على مقاصد الشريعة وحكم التشريع:
اهتمَّ الشيخ أحمد إبراهيم رحمه اللّه في مؤلفاته بمقاصد الشريعة
وحكم التشريع اهتماماً كبيراً. وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية - في جملتهما-
مبنية على تلك المقاصد من رعاية المصلحة ودفع المفسدة، وتحقيق
العدل ومنع الظلم، والرحمة بالناس، ورفع الحرج والمشقة عنهم،
ومقاصد الشارع من وضع الشريعة تنحصر في ثلاثة أقسام وهي:
القسم الأول - المقاصد الضرورية: من حفط الدين، والنفس،
والعقل، والنسل، والمال. وحفظها يكون بما يقيمُ أركانها، ويضمن
(1)
(2)
(3)
نظام النفقات في الشريعة الإسلامية، ضمن "كتاب أحكام الأحوال
الشخصية "ص: 717 - 718.
كلمة خلاف في الشيخ أحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقتصاد السابقة
ص: 389.
كلمة أبو زهرة في شيخه، ضمن كتاب طرق الإثبات ص: 10.
125

الصفحة 125