كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

بقاءَها، وبما يخلصها من الخلل الواقع بها، ويدرأ عنها الخلل المتوقع
في المستقبل.
والقسم الثاني - المقاصد الحاجية: وهي ما يقع في محلّ الحاجة التي
هي دونَ الضرورة كالإجارة والمضاربة والمزارعة، فالحاجات هي
ما اريد للتوسعة ورفع التضييق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة.
والقسم الثالث - المقاصد الكمالية أو التحسينية: وتندرج تحتها
محاسنُ العادات، وكل ما هو دون الحاجات، ويمكن أن يتصور هذ5
المراتب الثلاث في المساكن ابتداء من كهوف الجبال إلى افخم القصور،
وفي الملابس من ستر الجسم بأوراق الأشجار إلى اغلى الملابس من
الحرير وأضرابه، وفي الماَكل والمشارب والمفروشات (1). هذه المنافع
التي قصدها الشارع هي خالصةٌ للناس، فنفعها عائد عليهع، واللّه غني
عنهم وعنها، قال تعالى: "! يأَيّهُا ألنَّاسُ أَشصُ ألْفُقَرَآءُ إِلَى أدلَّهِ وَاَدلَّهُ هُوَ ائغَنىُّ
الحَميدُ"] فاطر: 15) ولهذا نجد الشيخ أحمد إبراهيم قد بدأ الكثيرَ من
مؤلفاته ببيان مقاصد الأحكام الشرعية من حكم التشريع كما في "كتاب
الوصية "، و"كتاب الاحكام الشرعية للأحوال الشخصية ". وممّن شهد له
بذلك الدكتور منصور فهمي حيث قال: "فهذا الزميلُ المحترم الشيخ
احمد إبراهيم بك له نحو العشرين بحثأ وكتابأ قيمأ في الفقه واحكام
الشريعة. . حتى أصبحَ بنفسه، وبما اثمر من بحوث ودراسات مرجعاَ
وثيقاً لدقائق الفقه الإسلامي، وأسرار الشريعة الغراء" (2).
ومنهم تلميذُ 5 الأستاذ إبراهيم دسوقي اباظة حيث قال: "كرّس حياته
-رحمه اللّه - لاستنباط اسرار الشريعة السمحاء، والكشف عن دقائقها
ومميزاتها وذخائرها، وما تمتاز به عن سائر الشرائع " (3).
(1)
(2)
(3)
علم أصول الفقه لأحمد إبراهيم ص: 99 - 0 10.
كلمة منصور فهمي في الشيخ؟ مجلة مجمع اللغة 6/ 10.
كلمة أباظة في الشيخ، مجلة الرسالة، س 13 ص: 1157.
126

الصفحة 126