كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ثالثاً - مراعاة السهولة والبساطة في العبارة:
حرص الشيخ أحمد إبراهيم رحمه اللّه على صياغة مؤلفاته بعبارة سهلة
مبسطة يفهمها كل من يقرأها، ويستمتع بها كل من يتذوّق الأدب. وقد
صرّح بذلك في كثير من كتبه وأبحاثه فقال: "هذه خلاصةٌ جمعتُ فيها
كل ما يتعلّق بالعقود والشروط والخيارات مما أنتجته قرائح فقهاء الشريعة
الإسلامية رضي اللّه عنهم، وقد التزمتُ فيما أذكره الإجمال في جملته
حتى يسهل تناوله وتصوّره على الطالبين " (1). وقد شهد له بذلك تلاميذه
وقارئو كتبه. فقال تلميذه الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة: "كرّس حياته
رحمه اللّه لاستنباط أسرار الشريعة السمحاء، والكشف عن دقائقها. . .
فكان يعنى بالمقابلات الطريفة والمقارنات الدقيقة من المذاهب والاراء. .
كل ذلك في تبسيط جمّ للمعقّد، وتذليلى للصعب العسير من نظريات
الشريعة، فما كنا نلمحُ أثراً للجفاف الذي يبعدنا عن فهمها، ونحن في
هذه السن الباكرة التي لا تقوى على استساغة هذه المقارنات المستفيضة
الشاملة " (2). وقال الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني: "لقد رجعتُ إلى
ما تيسّر لي الرجوعُ إليه من كتبه في الأيام الماضية، فدار راسي، وليس
الفقه بابي، وليست لي فيه مشاركةٌ، وأعترفُ فأقول: إنَّه ما كان لي به
أيسر علم، ولكنني بعدما قرأت عشرة من كتبه ليس إلاَّ -فمانَّ له أكثر من
عشرين - احس كأني أصبحتُ أهلاً لأداء امتحان -بالغاً ما بلغ من العسر-
في الفقه جملة وتفصيلأ" (3).
رابعأ - مراعاة الإحاطة والشمول في الجزئيات:
حرص الشيخ أحمد إبراهيم على الإحاطة والشمول في الكتب
(1)
(2)
(3)
بحث العقود والشروط والخيارات لأحمد إبراهيم، مجلة القانون
والاقتصاد، س (4)، ع (6) ص: 641.
كلمة أباظة في الشيخ، مجلة الرسالة، س 13 ص: 1157.
كلمة المازني فيه، مجلة مجمع اللغة العربية 155/ 7.
127

الصفحة 127