كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

بالإضافة إلى مصر، واستولت فرنسة على سورية ولبنان.
2 - إعطاء الإنكليز فلسطين وطناً قوميأ لليهود
سنة (336 اهـ-1917 م)، ولم ينسحب الإنكليز من فلسطين إلا بعد ا ن
مهدوا لقيام الدولة الصهيونية في (15/ 1948/5 م).
3 - سقوط الخلافة العثمانية سنة (343 اهـ= 1924 م) كأثر من آثار
الحرب العالمية الأولى.
4 - انتهاء دولة روسية القيصرية، وقيام الثورة الشيوعية
سنة (336 اهـ-1917 م).
هذه جملة الأحداث السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي في
القرن الرابع عشر الهجري. والناظر في اَثار الشيخ أحمد إبراهيم يجد 5 لم
يقف مكتوف الأيدي منها، وإنّما تصدى لها وقاومها، ومن ذلك:
1 - مشاركة الشيخ أحمد إبراهيم في مقاومة الاحتلال البريطاني
لمصر، لكن لم تكن هذه المشاركة بالكفاح المسلح والثورة على
المحتل، وإنما كانت بالدعوة إلى إصلاح حال المسلمين، والتربية
والتعليم التي كان يتبناها شيخه الإمام محمد عبده وأتباعه مثل: الشيخ
محمد رشيد رضا. قال الشيح أحمد إبراهيم رحمه اللّه في تأييد الشيح
محمد رشيد رضا في عبارة استوقفته في تفسير المنار: "أشدّ ما استوقفتني
تلك الكلمة الجامعة الحكيمة التي كاًنّ روحَ القدس نطق بها على لسانك:
(وإذا صلحت النفسُ البشريةُ أصلحت كل شيء تأخذ به) فوقفتني وقفة
غارق في بحار التاًمل تارة، استعيدُ ماضي الإسلام، وماطرا على
المسلمين بعد عصر النور من ظلم وفساد، وأخرى أنظر إلى حاضر
المسلمين، وما هم عليه من سوء الأحوال إلاجتماعية، وتفرق الكلمة،
والانحراف عن كتاب اللّه تعالى، ثم أفكر في مستقبلهم إذا استمروا على
هذا الحال؟ فأرتد كئيباً حزيناً يكاد يقتلني الأسى، ويمزّقني الغيظ.
وكان مما خطر ببالي في وسط تلك الدهشة ما يظنه بعض المساكين من
متعلمي المسلمين ذلك التعليم الحديث الذي ظنوه كاملاً، وما هو إلا في
14

الصفحة 14