كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

أحطِّ دركات النقص، وظنوا هداهم اللّه انَّ السيادة والاستقلال يكفي
لاستحقاقهما ذلك القدر من العلم الذي حصَّلوه، وتلك الشهادات
الدراسية العليا التي نالوها من ارقى المعاهد العلمية الأوربية. . فليس
للاستقلال والسيادة إلا طريق واحد هو النفس الصالحة، فهي حسبها
وكفى " (1).
2 - ومشاركته رحمه ال! ه في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، التي
تأسست سنة (346 اهـ-1927 م) وهي جمعية ثقافية إصلاحية، تهدف
إلى إعادة الخلافة الإسلامية، وقيام الحكم الإسلامي في مصر، وحماية
الشباب المسلم من الضياع بين مخالب الغزو الفكري الغربي الذي يتستر
حيناً باسم الصليبية، وحيناً باسم العلمانية. وكان من بين مؤسسي هذه
الجمعية الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى (2).
وكان الشيخ أحمد إبراهيم عضواً فعالاً في مجلس إدارة هذه
الجمعية، وتولى الإشراف الثقافي والروحي فيها، كما تولى ركن الإفتاء
في ذلك إلى أن توفاه اللّه تعالى سنة (364 اهـ=1945 م) (3) وقد ترتب
على ذلك اكتسابه تجربة فريدة في العمل العام والإرشاد والدعوة، وإقبال
الناس عليه، وبخاصة الشباب الذين كانوا يحرصون على الانتفاع بتجربته
وعلمه كما قال الأستاذ أنور الجندي: "وكان اتصاله منذ اليوم الأول
بجمعية الشبان المسلمين، وتوليه الإشراف الثقافي والروحي فيها عاملاً
من العوامل البعيدة المدى في الانتفاع بتجربته وثقافته، فقد كانوا
(1)
(2)
(3)
مقالة في تقريظ ثفسير القرآن الكريم لمحمد رشيد رضا، مجلة منار
الإسلام، (1928 م) 29/ 54 - 55.
لماذا اغتيل حسن البنا، عبد المتعال الصعيدي ص: 14.
كلمة الشيخ محمد سيد طنطاوي في الشيخ أحمد إبراهيم ص: 0 2
بتصرف لكن الطنطاوي ذكر أنّ أحمد إبراهيم تولى الوكالة
سنة (1940 م)، والصحيح سنة (1941) وهي السنة التي توفى فيها سلفه
الشيخ عبد الوهاب النجار.
15

الصفحة 15