كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

يستفتونه في قضايا الإسلام، والشبهات التي تترامى على عقولهم في فترة
الانتقال واحتكاك العقل الشرقي بالعقل الغربي، وهو يفتيهم، ويدحض
ما يجول في صدورهم من الشبهات، ويرد لهم اليقين بقوة العقيدة " (1).
ثانياً - وأما الناحية الاجتماعية: ففد عمل الغرب على إضعإفها في
البلاد الإسلامية، حتى أصبح الفرد لا يشعر بمسؤوليته أيّا كان دوره في
المجتمع، فهو جشع في المطالبة بحقه، ومهمل كل الإهمال بواجباته
تجاه غيره، وأدخلت المرأة سلاحاً في المعركة ضد المسلمين. وقد وجد
الغرب من يؤيده في ذلك من المسلمين مثل: قاسم أمين، الذي نادى
بتحرير المراة من قيود الإسلام وأحكامه، وتبنى القضية فريقٌ من النسوة
على رأسهنّ هدى شعراوي. وفريق من الرجال المدافعين عن حقوق
المرأة، وأصبح الحق الأول الذي تطالب به النسوة السفور، فقد سافرت
هدى شعراوي بنت محمد باشا سلطان إلى فرنسة للتعلم، سافرت
محجبة، ولكنّها لما رجعت خلعت الحجاب، وأصبحت تستقبل الرجال
والنساء، وقامت مجموعة من النساء بمظاهرة في ميدان قصر النيل أمام
ثكنات الجيش البريطاني سنة (338 اهـ-1919 م) هتفن فيها ضد
الاحتلال، وقمن بخلع الحجاب عن رؤوسهن، والإلقاء به على
الأرض، وسكبن عليه البترول، وأسعلن فيه النار (2). هذا بالإضافة إلى
ظهور بعض الأمراض الاجتماعية: كحرمان بعض الورثة من الميراث
تحت ستار الوقف الأهلي وغير ذلك.
والناظر في الإنتاج العلمي للشيخ أحمد إبراهيم يجده قد تصدى
للمفاسد الاجتماعية التي تفشت في المجتمع المصري، فقد كان رحمه اللّه
(1)
(2)
أعلام وأقلام لأنور الجندي: 262. عند ترجمة الشيخ عبدالوهاب
النجار.
واقعنا المعاصر لمحمد قطب ص: 250 - 258، والشيخ علي الخفيف
لمحمد شبير ص: 14.
16

الصفحة 16