كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

من أعمدة الإصلاح الاجتماعي في مصر، يقوم في أنحاء القطر، وفي
كلِّ إقليم يحل به بهداية الناس،! ارشاد أبناء الأمة، وكان قلمه في
الصحف إذا مسَّ موضوعأ من نواحي الإصلاح يشفي ترياقُها من الداء،
ويورثها الصحة والعافية، وكان مؤازراً لزعيم الإصلاح الاجتماعي الشيخ
محمد عبده، وكان من بين الذين وقعوا على عريضة لتأييد الشيخ محمد
عبده جاء فيها:
"بسم اللّه الرحمن الرحيم.
" يهايُّهَا اَئَذِينَ ءَامَنُوا إِن ئَنصُرُوا اَللَّهَ يَخصُريهُتم وَيُثَبِّت أَقدَامَكُؤ! وَاَئَذِينَ كَفَرُوا فَتَعسما فُتم
وَأَضَلً أَ! لَهُص! أمحمد: 7 - 8).
ليس العجب من شجاع يكتّب الكتائبَ، ويجئد الجنودَ، ويجوب بهم
كل صحراء جرداء، ويصبِّحُ الأعداءَ بغارة شعواء، لا يُصَدُّ عن نيرانها
حتى يختلسَ النفوسَ، وينتهبَ الأعمارَ، وإنما الذي يستهوي الحازم
طرباً، ويكاد يطير له قلب اللبيب شعاعاً؟ أن ينتضي فردٌ واحدٌ من
عزيمته صارمأ ما أغفلته الصياقل، وَيُسَيِّرُ من قواطع الحجج وسواطع
البراهين والايات البيناتِ، وسحرِ الإعجازِ في خميسٍ عرمريم، همته أ ن
يمحو ظلمة التمويه الحالكة، التي كانت تسجّل العار على ثلاثمئة أ و
يزيدون، فهتك أستارا كثيفةً على العقول، وفتح أغلاق القلوب، واودع
فيها من أنوار اليقين ماشاء العليم الحكيم. إنا نعترف - واللّه يشهدُ
والملائكة يشهدون - أنا لو تقصينا العالَمَ فرداً فرداً، نتوسّم قريع هذه
الصفات، لكان هو سيدنا واستاذنا حجة الإسلام وأسوة المسلمين،
وكيف وقد راينا في قلمه سيف عمر، وفي مقاله فصل علي رضي اللّه
عنهما. على أننا نستعينُ في اداء شكره الجزيل بلسان العلم. الذي أخذ
يشبُّ في مهد فضله، وقد كان فريسةًاسُّها الجهالةُ، بل بلسان كتاب اللّه
تعالى الذي كشف عن وجوه إعجاز 5، ودفع عنه السوء، وأفرغه في
العقول نوراً، وفي القلوب يقيناً، بل بلسان الإسلام الذي نسجت عليه
التقاليدُ حجبأ من الباطل كثيفة، ولولا فضل اللّه علينا وعلى الناس بنور
17

الصفحة 17