كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

4 - تمتّع الشيخ احمد إبراهيم رحمه اللّه في الأوساط العلمية في
عصره بمكانة علمية مرموقة، فهو فقيه متمكن، وأديب بارع، ولغوي
مدقق، ورياضي حاسب، أهّله ذلك لأن يكونَ عضواً دائماً في مجمع
اللغة العربية، وعضواً في مجمع الموسيقا العربية، وأن يكون شخصية
عالمية.
5 - قام الشيخ أحمد إبراهيم بجهدٍ مشكور في تجديد الفقه
الإسلامي، وتطويره ومسايرته لمصالح الناس، ويتمثل هذا الجهدُ في
تنظير الفقه الإسلامي، والدراسات الفقهية المقارنة بين المذاهب الفقهية
الثمانية، والمقارنة بين الفقه والقوانين الوضعية، وتقنين الفقه
الإسلامي، والاجتهاد في القضايا المستجدة، وصياغة الفقه الاسلامي
في ثوب جديد، والعمل الموسوعي المعاصر.
6 - كان للشيخ أحمد إبراهيم آراء فقهية موفقة في الغالب،
واجتهادات خاصة به في مجال المعاملات المالية، والأحوال الشخصية.
ومن ذلك: التأمين على الحياة، والإيداع في صندوق التوفير بالبريد،
وحسم شيء من الربح إذا مات المشتري في بيع المرابحة قبل انتهاء أجل
التسديد، وتقييد تعدد الزوجات، وحرمان المخطط لقتل أبيه من
الميراث، ولو لم يشارك في التنفيذ.
7 - انطلق الشيخ في اجتهاداته الفقهية واختياراته من منهجية
واضحة، تقوم على اساس الاعتماد على النصوص الشرعية من القراَن
والسنة والأخذ بأقوال الصحابة، والاستعانة بأقوال السلف الصالح،
ورعاية المصلحة في المعاملات.
8 - لقد تسنَّى للشيخ احمد إبراهيم أن يضع إنتاجاً علميأ غزيراً في
الفقه الإسلامي، ولا اعلمُ انَّ كاتباً في الفقه قبل الشيخ ترك ما تركه من
المؤلفات رحمه اللّه وجزاه اللّه عن اهل العلم خير الجزاء.
***
178

الصفحة 178