كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

بالأزهر الشريف، وطلب العلمَ فيه حتى ترعرعَ، واستمكن من العلم
الإسلامي والبيان العربي " (1).
ويرجع سبب تمكنه من العلم الإسلامي والبيان العربي إلى حفظ
القران الكريم في الصغر. وقد عقّب الشيخ محمد أبو زهرة على ابن
خلدون - الذي استحسن للمتعلم تأخير حفظ القرآن إلى ما بعد المرحلة
الأولى حتى يمكنه أن يفهمه في الجملة، فيحفظ ما يفهم - بقوله:
"لانستحسِنُ ما استحسنه ابن خلدون؟ لأنّ من يتجاوز المرحلة الأولى
تتقاصر همته عن حفظ القراَن، فلا يحفطه ولا يفهمه، ولاننا لاحظنا انَّ
الذين يحفظون القرآن في مراحلهم الأولى تتقوم ألسنتهم، ولأن الإجبار
على الحفظ فوق أنَّه يقوّي الحافظة ويرهفها، فهو يقوي الإرادة،
ويشحذها، إذ إنّ الإرادة تقوى في الطفل بتعوده قهر رغباته واهوائه،
واستهدافه إرضاء مربيه ب! رادة مختارة قوية، ولذلك لا نجدُ في الناشئة
التي تربّى بالترغيب فقط إرادةً قوية حازمة عندما تصطدم رغباتهم بموجب
العقل وقوانين الاجتماع. أمّا الذين يتربون رغباً ورهباً فإنّهم يكونون ذوي
إرادة ضابطة -تحول بينهم وبين التردي في موبقات الهاوية " (2).
رابعأ- التحاقه بمدرسة العقادين الابتدائية الأميرية: بعد أن حفظ
الشيخ احمد إبراهيم الكثير من القراَن الكريم؟ وتعلّم مبادى الكتابة
والقراءة؟ انتقل إلى مدرسة العقّادين الابتدائية، وهي مدرسة حكومية
(اميرية) تعلّمُ العلومَ المدنية من تاريخ وجغرافية ورياضيات وكيمياء
وفيزياء. هذا بالإضافة إلى علوم اللغة العربية واَدابها والدراساتِ الدينية
المنهجية. قال الشيخ خلاّف فيه: "قضى المرحلةَ الأولى من مراحل
تعلمه في المكاتب الابتدائية " (3) وقال الأستاذ أنور حجازي: "تلقّى
(1)
(2)
(3)
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة، ضمن كتاب "طرق الإثبات " ص: 9.
تنظيم الاسلام للمجتمع لمحمد أبو زهرة ص: 173.
كلمة الشيخ خلاف في الشيخ أحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقتصاد.
24

الصفحة 24