كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ولم يكن نبوغُ الشيخ أحمد إبراهيم في هذه الدار نبوغاً صورياً،
وإنّما كان نبوغاً حقيقياً، حيث تفوّق به على أقرانٍ عُرفوا بالعلم والمعرفة
والذكاء امثال: الشيخ عبد الوهاب النجار، والشيخ عبد العزيز جاويش،
والشيخ حسن منصور، والشيخ محمد عز العرب، والشيخ مصطفى
العناني، والشيخ أحمد الإسكندري وغيرهم. كما قال الشيخ محمد
أبوزهرة: "ويلاحظ أنه كان في فرقته بعض أعلام الفقه في مصر
كالمرحوم عبدالوهاب النجار، والمرحوم الشيخ عبدالعزيز جاويش
الذي اشتهر بالسياسة كاشتهاره بالعلم الإسلامي، والمرحوم حسن منصور
الذي يعدُّ نجماً لامعاً في علوم القراَن الكريم وتفسيره، وكان من هذه
الفرقة بعض الذين نبغوا في المحاماة الشرعية وعلوا فيها كالمرحوم محمد
عز العرب، فكانت فرقته ممتازة بين خريجي دار العلوم، وكان هو
ممتازاً على هؤلاء الممتازيسن" (1) وفيما يلي ترجمة لبعض هؤلاء
الممتازين:
1 - الشيخ عبد الوهاب النجار: ولد الشيخ عبد الوهاب النجار في
منتصف شهر مارس (آذار) سنة (279 اهـ= 1862 م)، وحفظ القرآن في
الصغر، ئم التحق بالجامع الاحمدي في طنطا، ثم التحق بدار العلوم،
فكان نجماً لامعاً. عمل بعد تخرجه في دار العلوم
سنة (315 اهـ=1897 م) مدرسّاً للغة العربية في مدرسة عابدين
الأميرية، ثم كلية غوردون بالسودان، ودرس بالجامعة المصرية ودار
العلوم، توفي سنة (360 اهـ=ا 194 م)، وترك عدة مؤلفات منها:
"الخلفاء الراشدون "، و"قصص الأنبياء"، و"الأيام الحمراء"، هذا
بالإضافة إلى مئات المقالات في صحائف "اللواء"، و"الأهرام"،
و"الجهاد"، و"كوكب الشردتى "، و"الرسالة " (2).
(1)
(2)
المرجع السابق ص: 9 - 10.
إنظر: تقويم دار العلوم، لمحمد عبد الجواد 212/ 1، الإعلام، =
27

الصفحة 27