كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

فتولّى الدفاع عن صفية السادات، توفي رحمه اللّه
سنة (353 أهـ-1934 م) (1).
ثامناً - شيوخه: اخذ الشيخ أحمد إبراهيم رحمه اللّه العلم والخلق
والفضيلة عن شيوخ أماجد، وعلماء افذاذ، ومربين أصلاء، وجَّهوه إلى
الخلق الكريم والعلم الشرعي الحكيم، والبحث في الفقه، والتدقيق في
الاراء، والمناقشة الحرّة للأدلة، ومن هؤلاء الشيخ محمد عبده،
والشيخ حسن الطويل، والشيخ أحمد مفتاح، والشيخ حمزة فتج
الباب، وغيرهم ممن كانوا يدرّسون في دار العلوم، وفيما يلي ترجمة
لبعضهم:
1 - الشيخ محمد عبده: يعتبر الشيخ محمد عبده رائد التجديد الديني
والإصلاح الاجتماعي في هذا العصر. ولد سنة (1266 هـ= 1845 م)
بمحلة نصر بمديرية البَحيرة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة
والكتابة بقريته، ولمّا بلغ خمس عشرة سنة أرسله ابو 5 إلى الجامع
الأحمدي، وكان معهداً دينياً يلي الأزهر في المنزلة، ويسير على طريقته
القديمة في تعليم العلوم الدينية والعربية، وهي تأخذُ المبتدئ بما تأخذ به
المنتهي في التعليم، حتى إنها كانت تأخذ المبتدئ في النحو بإعراب
البسملة في أول درس يتلقا 5 فيه، مع انّهُ لا يعرف شيئأ منه حتى يطبقه
في إعرابها. فرجع إلى قريته ليشتغل مع إخوانه في الزراعة. لكنّ والده
ابى إلا أن يعودَ إلى الجامع الأحمدي لإكمال دراسته فيه، فهرب إلى
قرية أخرى بالمديرية نفسها تسمّى "كنيسة أورين "، ونزل على خال أبيه
الشيخ درويش، وكان رجلاً صوفياً يشتغل بالوعط والإرشاد، فاستطاع
خاله إقناعه بالعودة إلى الدراسة في الجامع الأحمدي، ومكث فيه خم!
(1)
انظر: تقويم دار العلوم 451/ 1، وصحيفة دار العلوم، السنة الاولى
(يونية 1934)، العدد الأول، ص: 131 - 134 مقال بقلم عبد الوهاب
النجار.
30

الصفحة 30