كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

سنين، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف، وتلقى العلم فيه على شيوخه،
وفي هذه الفترة التقى بالشيخ جمال الدين الالمحغاني، فتأثر بارائه
التجديدية، وإطلاعه على علوم العصر، وفي
سنة (1293 هـ= 1877 م) تخرج في الأزهر، ونال العالمية من الدرجة
الثانية مع أنه كان يستحق أكثر من ذلك، لكنّ العلماء الذين امتحنو5
كالْوا قد اتخذوا منه ومن الشيخ جمال الدين الأفغاني موقفاً. فأثَّر هذا
في نفسه تأثيراً كبيراً.
وبعد تخرّجه جلس للتدريس بالجامع الأزهر، ونشر اَراءه التجديدية.
وفي سنة (1295 هـ-1878 م) عُيّن مدرساً للتاريخ في دار العلوم،
لكن لم يلتزم بالمنهاج المقرّر، ودزس للطلاب "مقدمة ابن خلدون "،
وأضاف إليها كتاباً وضعه في علم الاجتماع والعمران. وبهذا الدرس أحيا
ذلك العلم الدفين. وقد ترتب على ذلك فصله من دار العلوم، وتوقفه
عن العمل، وقد تعرّض للنفي من مصر، وفي سنة (317 اهـ=1899 م)
عُيّن الشيخ محمد عبده مفتيأ للديار المصرية، فصار قطعة من الأزهر
نفسه، فقام بوضع تقرير لاصلاح المحاكم الشرعية، وهو التقرير الذي
كان أساساً لكل إصلاح حدث في هذ 5 المحاكم، 3 قام بإدخال
الإصلاح في الأزهر، وفي سنة (314 اهـ-1896 م) عين عضواً في
مجلس الشورى، توفي رحمه اللّه سنة (1323 هـ=1905 م) وترك
الاشتاذ محمد عبده عدة مؤلفات وعدد من التلاميذ حملوا فكر 5 وآراء5
التجديدية (1). من بينهم الشيخ أحمد إبراهيم الذي كان يبجّله ويحترمه،
ولايستنكف عن التصريح بالتتلمذ على يديه، والاستفادة من أفكار 5
واَرائه التجديدية، فهو يقول فيه: "ثم قام بعد ذلك رجل إلاصلاح
(1)
انظر ترجمته في: الإمام محمد عبد 5 لعبد الحليم الجندي ص: 5 1
وما بعدها، والإمام محمد عبده وأثره في تجديد الفقه والفكر الإسلامي
لكمال الدين المرسي ص: 9 وما بعدها، والإمام محمد عبده لعبد اللّه
شحاته ص: 20 وما بعدها.
31

الصفحة 31