كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

الأعظم وشيخنا واستاذنا الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية رحمه
الله، فطاف بالمحاكم الشرعية في جميع أنحاء القطر المصري، ووضع
تقريراً مسهباً وصف فيه حال تلك المحاكم وصفأ دقيقاً جلياً، بيّن فيه
ما انطوت عليه من النقص الحسي والمعنوي بلسان عربي مبين، واسلوب
مؤثر، وصل مع هدوئه بقوته الساحرة إلى مواقع الوجدان وقرارات
النفوس، وذلك ببركة إخلاصه -وإن كان عمله كله دئه-فاهتمت
الحكومة بتقريره، واخذت تلتفت إلى المحاكم الشرعية التفاتَ الائم
الرؤوم، فتشملها بعنايتها ورعايتها، وتصلج من شأنها، وترفع من
قدرها" (1).
2 - الشيخ حسن الطويل: كان الشيخ حسن بن أحمد الطويل متضلّعاً
في كلّ علم درسه حتى في العلوم الرياضية، يحلّ مشكلات مسائل الجبر
والهندسة، وكان يتقن بعض اللغات الأجنبية. ولد رحمه اللّه في
سنة (1250 هـ= 1834 م) بمنية شهلة بالمنوفية، وحفظ القرآن الكريم
في قريته، ثم انتقل إلى طنطا، والتحق بالجامع الأحمدي مدة ثلاث
سنوات، ثم التحق بالأزهر الشريف، ودرس الفقه المالكي على الشيخ
محمد عليش، ودرس الحساب على الشيخ حسن العدوي الحمزاوي
وغيرهما. وبعد طول انقطاع عن الدراسة في الأزهر بسبب الجندية حصل
على شهادته العالمية، وبعد تخرّجه جلس للتدريس في الأزهر، وكان
اول درس يلقيه في شوال (1283 هـ=1867 م). ثم نقل إلى نظارة
المعارف، وعين مفتشأ فيها، وكان مفتشها الاول
سنة (1300 هـ-1882 م)، ثم نقل مدرساً بمدرسة دار العلوم، فعمَّ
الانتفاع به، وتخرّج عليه خيرة الخيرة من ابناء مصر مثل الشيخ
عبد العزيز جاويش، والشيخ حسن منصور، والشيخ محمد الخضري
(1)
أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة والقانون لأحمد إبرإهيم، وابنه
واصل علاء الدين أحمد إبراهيم ص: 32.
32

الصفحة 32