كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ج - التدري! في مدرسة القضاء الشرعي: عندما أنشئت مدرسة
القضاء الشرعي سنة (325 اهـ-1907 م) واختير لإدارتها الأستاذ محمد
عاطف بركات الذي عُرف بالعلم والإدارة الحازمة والجدية، اختار
للتدريس بها نخبة من خيرة اساتذة مصر، وكان من بين المدرسين الشيخ
أحمد إبراهيم، فترك مدرسة الحقوق، وانتقل إلى مدرسة القضاء
الشرعي، وظل فيها سبع عشرة سنة. كما قال الشيخ عبدالوهاب
خلاف: "بالصراحة التي تمقتُ المجاملةَ، وبالحزم الذي لا يتطرَّق إليه
تردد، اختار المرحوم عاطف بك للتدريس بهذه المدرسة نخبة من خيرة
اساتذة نظارة المعارف وعلماء الأزهر. . في هذه المدرسة الناهضة؟ وفي
بيئتها اختير الفقيد - الشيخ أحمد إبراهيم - عليه رحمة اللّه لتدريس الفقه،
والفقه هو المادة الأساسية في هذ 5 المدرسة، وهو المادة التي تطلّعت
الأنظار إلى دراستها، ومن يدرِّسها؟ لهذا شمر الفقيد عن ساعد الجد،
وواصل أواقات العمل، ولم يدع مجهوداً في بحث فقهىِ إلا بذله،
ولاكتاباً معروفاً في الفقه إلا درسه، وأخذ في إعداد دروسه على خير
وجه وأنفعه، وفي تحرير مذكراته بدقة وتحقيق، وأمدَّه في هذا ذكاؤه
الذي عرف به منذ نشأته، وإخلاصه الذي كان حليفه طول حياته،
وطلبته الذين كانوا على استعداد تام للاستفادة والاستزادة. ولا شيء يبعث
روح الجد في نفس الأستاذ مثل طلبته " (1).
وقال الشيخ محمد أبو زهرة: "ولكنه لم يظل طويلاً في مدرسة
الحقوو، فقد اختطفته منها مدرسة القضاء الشرعي التي انشئت
سنة (325 اهـ-1907 م) أنشأها المغفور له سعد زغلول، وعهد
بإدارتها إلى النابغة محمد عاطف بركات، فاختار لها نخبة من كبار رجال
العلم، فكان منهم الشيخ احمد إبراهيم " (2).
(1)
(2)
المرجع السابق ص: 390.
كلمة الشيخ أبو زهرة السابقة في احمد إبراهيم ص: 10.
39

الصفحة 39