كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

الحقوق نواة هذه الجامعة، فنقلت إليها مدرسة الحقو! تى الخديوية
بمناهجها واعضاء هيئة التدريس فيها، فعُين في تلك السنة الشيخ احمد
إبراهيم مدرّساً للشريعة الإسلامية في هذه الكلية. كما قال تلميذه الشيخ
عبد الوهاب خلاّف: "وقد اتيحت للأستاذ فرصة ذهبية في هذه البيئة
الجديدة، ذلك انه في مارس من سنة (345 أهـ=1925 م) تقرر إنشاءُ
الجامعة المصرية، وكانت كلية الحقوق نواةَ هذه الجامعة، وكان على
اساتذتها ان ينتجوا حياة علمية جامعية، فوجد الفقيد في هذه البيئة
الجامعية الجديدة حافزاً على مواصلة البحث والجد، ووجد من رجال
الحقوق رغبة في الموازنة بين بعض النظريات في فقه القانون الوضعي
ونظائره في الففه الإسلامي، فأشبع هذه الرغبة، وسار شوطاً بعيداً في
هذه الطريق، وازداد أفقه سعةً، وفقهه نضوجأ، وتكوّنت لديه مجموعة
قيمة من آراء الفقهاء وبحوثهم في مختلف المذاهب للسنيين والشيعة
الإمامية والإباضية وغيرهم، واصبح بحق مرجع الفقه المقارن، وحمل
علم الموازنة بين المذاهب الفقهية للمسلمين " (1).
وبعد إنشاء الجامعة المصرية سنة (345 اهـ-1925 م) انشئت
الدراسات العليا في كلية الحقوق، وكان الأستاذ أحمد إبراهيم خير من
يتولى التدريس في هذه الدراسات الخاصة بالشريعة الإسلامية. كما قال
تلميذه الشيخ محمد ابو زهرة: "وإنه بمجرد ان أنشئت فيها الدراسات
العليا للتاًهيل للدكتوراه أخذ يفيض عليها بعلمه، وفي أقسام الدكتوراه
بهذه الكلية ابتدأت دراسة الففه الإسلامي المقارن، فكان الأستاذ أحمد
إبراهيم يلقي دروسه موازناً في النظريات الفقهية بين مذاهب ثمانية هي
المذاهب الأربعة، والشيعة الإمامية، والزيدية، والظاهرية. وان هذه
المذاهب الأخيرة لم تلق دراسة نظامية قبل ان يتولاها الشيخ احمد
(1)
جامعة رسمية حكومية عام 1925 م (ن).
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلاف، مجلة القانون والاقتصاد في
(1949 م) ص: 389 - 390.
42

الصفحة 42