كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

إبراهيم بفكره العميق، هاطلاعه المحيط، وقلمه المصور، وإن بحوثه
في الوقف والوصية والهبة والميراث، وأهلية المرأة: لصور واضحة
للفكر الفقهي العميق والتصوير الدقيق " (1).
وظل الشيخ أحمد إبراهيم يترقى في السلم الاكاديمي حتى رُقي إلى
رتبة أستاذ كرسي الشريعة الإسلامية سنة (349 أهـ= 1930 م) وقد عمل
رحمه اللّه على تطوير مناهج الشريعة في كلية الحقودا بجامعة القاهرة،
فاقترحَ إدخال مواد جديدة إلى قسم الشريعة الإسلامية، كما اقترح إدخال
اساتذة جدد إلى القسم مثل: الشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ محمد
أبو زهرة، والشيخ علي الخفيف، فقال في مسوّغات تعيين الشيخ محمد
ابو زهرة في قسم الشريعة بكلية الحقودا: "يسرّني ان أقترحَ ترشيح
الأستاذ محمد أبو زهرة مدرس الخطابة والجدل بكلية أصول الدين
بالمعاهد المصرية؟ لتدريس اللغة العربية لطلبة القسم الإعدادي للكلية،
فقد توافرت فيه جميعُ المؤهلات لذلك علماً واخلاقاً، وصلاحية ممتازة
للقيام بأعمال التدريس من جميع نواحيه، مع صحة عبارته، وسلامتها،
وجودة إلقائه، وحسن ذوقه. وكلُّ ذلك أعلمه منه بنفسي من وقت أنْ
كان طالباً بمدرسة القضاء الشرعي، وأنا مدرس بها، وهو من ضمن
طلبتي، ولا ازال على اتصال به إلى الاَن" (2)، وتمت الموافقة على نمّل
الشيخ أبو زهرة إلى كلية الحقودا بتاريخ (1/ 11/ 1934 م).
وفي السنة الثانية (354 أهـ-1935 م) عمل على تعيين الشيخ
ابو زهرة مدرساً مساعداً في القسم بعد إضافة مادة: "أصول الفقه " لطلبة
الحقودا جاء في المذكرة التي رفعها الشيخ أحمد إبراهيم لرئيس الجامعة:
"لما كانت دروس الشريعة الإسلامية في الكلية ستزداد بعد ضم مادة:
(1)
(2)
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة في الشيخ أحمد إبراهيم ضمن طرق الإثبات
ص: 11.
أبو زهرة عالماً إسلامياً لوهدان ص: 95.
43

الصفحة 43