كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

الشريف (1). ويؤيد ذلك ما ذكره الشيخ أحمد في مقدمة كتابه "طرق
الاثبات " حيث اختار مادتها: "لطلاب قسم التخصص في الشريعة
الإسلامية بالأزهر المعمور والمعاهد الدينية العلمية الإسلامية " (2).
2 - التدرش! في المدارس العلمية الراقية:
بعد ان عمل فترة في دار العلوم انتقل للتدريس في المدارس العلمية
الراقية في مصر. وكان لا يُختار لها إلا كبار الممتازين؟ لأنها كانت لأبناء
الطبقة العليا في مصر. ومن ذلك:
ا - التدريس في المدرسة الناصرية: المدرسة الناصرية من المدارس
الحكومية الراقية، وَلي إدارتها لمدة ربع قرن الأستاذ أمين سامي باشا
الذي انتقل لإدارة دار العلوم سنة (313 اهـ= 1895 م) ومنذ ذلك الحين
وجدت رابطة كبيرة بين المدرسة الناصرية ودار العلوم، وكان يُختار لها
خيرة خريجي دار العلوم، وينقل إليها من دار العلوم مَنْ وجد فيه الكفاءة
العلمية (3). فوقع اختياره على الشيخ أحمد إبراهيم ليتولّى تدريس اللغة
العربية والتربية الدينية فيها سنة (315 اهـ-1897 م).
ب - التدريس في مدرسة رأس التين الثانوية: بعد أن امضى مدة في
المدرسة الناصرية نُقل إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية، وهي
من المدارس الحكومية الراقية، فدرس اللغة العربية والتربية الإسلامية.
وفي هذه الاثناء كان يلاحِقُ الصحف والمجلات بمفالاته الإسلامية
الرائعة. ومما يذكر في ذلك أنَّه كتبَ مقالةً ممتازة نشرتها إحدى الصحف
المصرية، فترجمها إلى اللغة التركية القاضي يحى قاضي قضاة مصر من
قبل تركية، ونشرت ترجمتها في المجلات التركسة، فقرأها أحد
(1)
(2)
(3)
مقدمة كتاب طرق الإثبات ص: 3.
المرجع السابق ص: 23.
بتصرف من تقويم دار العلوم لمحمد عبد الجواد 1/ 232.
46

الصفحة 46