كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

المصريين بالتركية، فترجمها إلى اللغة العربية، وهو لا يعلمُ أنّ أصلها
عربي بقلم عربي (1).
ج - التدريس في المدرسة السنية للبنات: بعد ان أمضى مدّة في
مدرسة رأس التين نقل إلى المدرسة السنية للبنات، وهي من المدارس
الحكومية الراقية، التي يختار لها أحسن المدرسين، فقد كان مدرسأ بها
حسن صبري بك وزير المالية السابق، والشيخ حسن منصور، والشيخ
محمد عز العرب بك المحامي المشهور (2). وكانت مديرة المدرسة
إنكليزية الجنسية، تنحو منحى قومها في العداء للإسلام والمسلمين،
ففي موقف لها ضد الشيخين حسن منصور ومحمد عز العرب اللذين كانا
يدرّسان في هذه المدرسة. حيث كان الشيخان لا يألوان جهداً في إشاعة
الفضيلة بين فتيات المدرسة السنية، فيحسّنان لهنَّ استتارَ الكبيرات،
ومواظبتهن على إقامة الصلاة، فأثّرَ ذلك في أنفس الطالباتِ، وذات يوم
أصبحن في الفصول بالطرح البيضاء، فراعَ المديرة الإنكليزية ذلك
الامر، وسألت عن أصل هذه الفكرة، فعلمت انها للشيخين السابقين،
فأكنّت ذلك في نفسها، واوغرت إلى مَنْ بيدهم الأمر في الديوان ا ن
يفرّقوا بين الشيخين، وأن ينقلوهما من عندها، فكان لها
ما أرادت (3).
وفي موقف اَخر لها مع الشيخ أحمد إبراهيم الذي كان يدرس في
هذه المدرسة، وزعت على الطالبات المسلمات كتاباً باللغة الإنكليزية
مدسوساً فيه سوء أدب نحو المقام المحمدي الشريف، فأقام الشيخ أحمد
إبراهيم القيامةَ على هذا الكتاب، وعلى الذين وزّعوه أو امروا بتوزيعه،
(1)
(2)
(3)
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة، ضمن كتاب طرق الإثبات ص: 10.
كلمة الشيخ عبد الوهاب النجار في الشيخ عز العرب بك، صحيفة دار
العلوم، س (1)، (2) (1934 م) ص: 130 - 131.
المرجع السابق.
47

الصفحة 47