كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

واستمرّ في هذه الوظيفة العامة إلى أن توفاه اللّه
سنة (364 اهـ=1945 م) (1).
المطلب الرابع: شخصيته
الشخصية في علم النفس الحديث تعني: جميعَ الصفات الجسمية
والوجدانية والخلقية والعقلية التي تتفاعل مع بعضها بعضاً لتكون طبيعة
الإنسان ونفسيته. وقد تمتّع الشيخ أحمد إبراهيم بشخصية محببة وجذابة
تنفذُ إلى قلوب الاَخرين بكلِّ تقدير واحترام وإجلال. قال تلميذُه الذي
درس عليه في مدرسة القضاء الشرعي الشيخ محمد أبو زهرة: "في هذه
المدرسة ظهرَ نبوغه الفقهي بين طائفة ممتازة زاملها، وكان مرموقاً
مقدَّرأ، ومن هذه الطائفة العالية بحر العلوم المرحوم الشيخ محمد
الخضري، والمرحوم العبقري الشيخ عبدالحكيم السبكي، والشاعر
الفحل الشيخ محمد عبدالمطلب، والأديب العظيم ذو الذوف البياني
المرحوم محمد المهدي زكير آغا، وإذا كان قد انطفأت شعلة حياته في
أكتوبر سنة (365 اهـ= 1945 م) فإن ذكراه خالدة في كتبه وتلاميذه الذين
يذكرونه لتلاميذهم، وتتناول الأجيال ذكره جيلأ بعد جيل" (2).
وقال تلميذ اَخر وهو الأستاذ أنور حجازي: "أحئه تلاميذُه حبأ جمأ
لعلمه وفضله وخلقه ورعايته الأبوية " (3).
هذه الشخصية تستند إلى مقومات أساسية وهي: المواهب التي
أودعها الله فيه، وصفاته الجسمية، وأخلاقه الرفيعة، ومواقفه من
القضايا العامة. وسوف يشتمل هذا المطلب على عدة نقاط وهي:
(1)
(2)
(3)
كلمة الشيخ محمد سيد طنطاوي في الشيخ أحمد إبراهيم ص: 20.
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة في الشيخ أحمد إبراهيم، ضمن كتاب طرق
الإثبات ص: 0 1 - 12.
عمالقة وروإد لانور حجازي ص: 240.
49

الصفحة 49