كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

بالمقابلات الطريفة، والمقارنات الدقيقة بين المذاهب والاراء والعفائد،
وطرق التدليل والتفسير والتأويل التي تنطوي عليها مباحث علماء
الإسلام، ثم بين هذه وغيرها في الديانات الأخرى، كل ذلك في تبسيط
جم للمعقد، وتذليل للصعب العسير من نظريات الشريعة، فما كنا نلمحُ
أثرأ للجفاف الذي يبعدنا عن فهمها، ونحن في هذه السن الباكرة التي
لا تقوى على استساغة هذه المقارنات المستفيضة الشاملة " (1).
ثانياً - حليته (صفاته الخلقية): لم أعثر في المصادر المدونة التي
ترجمت لحياة الشيخ أحمد إبراهيم رحمه اللّه على شيء من حليته (صفاته
الجسمية).
ثالثاً - أخلاقه: لم تقتصر مآثرُ الشيخ أحمد إبراهيم رحمه الله على
العلم وجمال الأسلوب البياني، وإنَّما تعدّت ذلك إلى جمال الخُلق،
فقد كان رحمه اللّه متخلّقاً بأخلاق القرآن الكريم من الإخلاص في
العمل، والتواضع، والوفاء، والعزّة والكرامة: وفيما يلي بيان ذلك:
1 - الإخلاص في العمل: الإخلاص في العمل هو ترك الرياء (2)،
بحيث يكون العمل دئه تعالى. والإخلاص هو الأساس الأول للأخلاق
الإسلامية والفضائل، وبه يحكم على العمل بأنه خير او شر، قال
تعالى: " وَمَآ اصُؤا إِلَّا لِغبُدُوأ اَدلَّهَ تُخلِمِينَ لَهُ اَلدِّيئَ " أ البينة: 5).
وقال لمجر: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرى ما نوى، فمن
كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى اللّه ورسوله، ومن كانت هجرته
إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " (3).
(1)
(2)
(3)
كلمة أباظة في أحمد إبراهيم، مجلة الرسالة س (13) (1945 م) ص:
1157.
التعريفات للجرجاني ص: 29، في السلوك الإسلامي القويم للشوكاني
ص: 74.
صحيح البخاري، باب كيف كان بدء الوحي، رقم (1).
53

الصفحة 53