كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

والإخلاص إذا استولى على قلب العالم أحس بسلطان اللّه على قلبه
في كل ما يقوم به، فيكون سمعه الذي يسمع به، وعينه التي يبصر بها،
ويده التي يبطش بها (1). ويوفقه اللّه إلى تحقيق ما يهدف إليه. فيقول
الشيخ أحمد إبراهيم عند كتابته لأصول الفقه: "وقد يصل المشتغل بهذا
العلم إذا أخلص عمله دلّه تعالى، وأمده اللّه بعنايته حتى تكاملت فيه
شروط الاجتهاد" (2).
وقد شهد بإخلاصه في عمله تلميذه الشيخ عبد الوهاب خلاف حيث
قال فيه: "وأخذ في إعداد دروسه على خير وجه وأنفعه، وفي تحرير
مذكراته بدقة وتحقيق، وأمده في هذا ذكاؤه الذي عرف به منذ نشأته،
! اخلاصه الذي كان حليفه طول حياته " (3).
ومما يؤيد ما ذكره تلميذه الشيخ خلاف انني لاحظت على الشيخ أئه
في كتبه وأبحاثه يكرر ذكر الإخلاص في العمل. ومن ذلك ما جاء في
مقدمة العقود والشروط: "وإن أسعد وقت عندنا لهو الوقت الذي يتمّ
التعارف والتفاهم فيه بين الشريعة والقانون حتى تكونه او يكونها، وليس
ذلك على من اخلص في العمل وشمله اللّه تعالى بتوفيقه وهدايته
(4)
بعزيز".
(1)
(2)
(3)
(4)
2 - التواضع: التواضع ضد الكِبْر، وهو أن يرى المرءُ نفسَه دون
بتصرف من الخلق الإسلامي للشيخ أبو زهرة، مجلة رسالة الإسلام،
عدد (1) (1957 م) ص: 24.
علم أصول الفقه لأحمد إبراهيم ص: 171.
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلاف، مجلة القانون والاقتصاد
السابقة ص: 379.
العقود والشروط والخيارات لاحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقتصاد
ص: 641.
54

الصفحة 54