كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

غيره في صفة الكمال (1). فيخفض الجناحَ لزملائه الذي يعملون معه،
فلا يركبه الغرور، ولا يستبدُّ به العُجْبُ في العلم وغيره. لقوله تعالى:
"وَمَا أوتِيتُومِّنَ ألعِ! إِلَّاثلِيلًا" ا الإسراء: 85) وقال رسول اللّه! ك! ح!: ((انَّ اللّه
تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخَرَ أحلأ
على أحد" (2). وقال رسول اللّه! سًي!: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زادَ
امرؤ بعفوٍ إلا عزّاً، وما تواضعَ أحدٌ للّهِ إلا رفعه اللّه" (3).
وقد كان الشيخ أحمد إبراهيم يتّصف بالتواضع وخفض الجناح لزملائه
الذين عملوا معه في المجالات المختلفة، فلم يركبه الغرور، ولا استبذَ
به العُجب؟ لأنّه يدركُ انّ العلم بحرٌ عميقٌ لا شطآن له، ولا يصل أحدٌ
إلى قراره. فلا بدَّ من التعاون بين العاملين والعمل بروح الفريق الواحد.
ففي الكلمة التي القاها فضيلتُه بمناسبة انضمامه إلى مجمع اللغة العربية
بالقاهرة قال: "فها نحن أولاء نمدُّ أيدينا في غبطة وسرور لنضعها في
ايدي من ارتضونا زملاء لهم في القيام بواجب هذا المجمع العظيم،
متعاونين جميعاً على حمل عبئه الذي نرجو -بنعمة إدلّه وفضله - إلأَ ينوءَ
بنا، ويدُ الله مع الجماعة " (4).
وقال الشيخ عبد الوهاب خلاف تلميذه وزميله في العمل: "ومن أظهر
اخلاقه رحمه اللّه أئه كان ديمقراطي النفس، أليفاً مألوفاً، سهلاً مرحاً،
شاباً مع الشباب، وشيخاً بين الشيوخ " (ْ).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
معجم لغة الفقهاء لقلعة جي وقنيبي، ص: 150.
سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب البغي رقم (4214) وهو صحيج.
صحيج مسلم، كتاب البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع رقم
(2588).
كلمة أحمد إبرإهيم بمناسبة دخوله. مجمع اللغة، مجلة المجمع 6/ 12.
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلاّف، مجلة القانون وإلاقتصاد
السابقة ص: 390.
55

الصفحة 55