كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وقال الشيخ جاد الحق: "عَرْضُه (الفقهَ) بأسلوب واضج، وعبارة
العالم البصير المتمكن النابغ نبوغاً نادرأ مع تواضع العلماء" (1).
وقال الشيخ عبد الفتاح ابو غدة في صفته: "وقد مكَّنه اللّه من معرفة
اتجاهات الأحكام الفقهية، والمواءمة بينها وبين الأصول والأدلة
المأخوذة منها، والأغراض التشريعية التي ترمي إليها، فنقّج وهذّب،
ورجّح وشذّب، مع كمال الاتزان والأدب، والتواضع وهضم النفس،
دون دعاوى عريضة أو استعلاء او تعصب " (2).
3 - الوفاء: الوفاء: هو ملازمةُ طريق المواساة، والمحافطةُ على
عهود الخلطاء (3)، ومن الوفاء المحمود أن يتذكر الإنسان ماضيه
الذاهب، وكل من كانت له بهم علاقة من الناس والمؤسسات. قال
تعالي: " مِنَ اَتمُؤًنِينَ رِجَالم صَدَقُوا مَا عَهَدُوا اَللَّهَ عَلتهِ مضتهُم مَّن قَضَئ نَخبَإُ وَمِتهُم مَّن
يَنئَظِرُوَمَابَدَّلُوْا لتدِيلًا" 1 الأحزاب: 23) فالمؤمنون يستمرّون على العهد
والميثاق دئه بالوفاء، واتباع ما أنزل إليهم من ربهم. والذي يتنكّر لماضيه
ومن كانتْ له بهم علاقة فقد غدر ونافق.
وفد كان الشيخ أحمد إبراهيم وفياً لمن تربطه علاقة به، فقد حَرِصَ
كل الحرص على تعيين تلاميذه الذين درسوا عليه في مدرسة القضاء
الشرعي في جامعة القاهرة التي كان يعمل فيها، فقد عيّن كل من الشيخ
عبد الوهاب خلاّف، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ علي الخفيف
أعضاءًا في هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، قسم
الدراسات الإسلامية. وكان لهؤلاء الثلاثة أثر كبير في إرشاد طلبة كلية
الحقوق إلى الإعتناء بالدراسات الإسلامية في الدراسات العليا.
(1) كلمة الشيخ جاد الحق في أحمد إبراهيم ضمن كتاب طرق الإثبات ص:
(2)
(3)
16.
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي لعبد الفتاح أبو غدة، ص: 116.
التعريفات للجرجاني ص: 327.
56

الصفحة 56