كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وكان رحمه اللّه كثيرَ الزيارة لدار العلوم التي تخرج فيها كما قال
محمد مهدي علام: "في اثناء الثلاثينيات كان هذا الاشتاذ الجليل كثيرَ
الزيارة لدار العلوم، وكنا أساتذةً فيها (أنا وعبد الحميد حسن ومحمد
علي مصطفى رحمهما اللّه تعالى) ونأنس لمجلسه، لنتلقى من فضل
حديثه، ومن فيض علمه، ومن عظمة أبوته، ومن جلال أستاذيته التي
تتلمذنا عليها في كتبه، ما كنّا نعدّه مثلاًاعلى لنا في حياتنا" (1).
وكان رحمه اللّه لا يرذُ دعوةَ دار العلوم، ولو اشتدّ عليه المرض كما
ذكر الاشتاذ إبراهيم أباظة: "وفضيلة أخرى من اخص فضائله هي
الوفاء، هذه الصفة التي غاض نبعُها في نفوس الناس حتى الخلصاء
منهم والاصفياء، فلقد شاءَ كرمُ ابناء المعهد الكريم -دار العلوم - أ ن
تقامَ لي حفلة تكريم منذ شهور، فلم تحجزه العلّةُ المُقْعِدَةُ عن الخطابة
على ماكان يشعُرُ به من ضعف وألم، ونعمتُ برؤيته بين المتكلمين
الأجلاء" (2).
4 - العزة والكرامة: دعا الإسلامُ المسلمَ إلى العزّة الحقيقية المستمدّة
من اللّه تعالى بتحقيق العبودية دلّه تعالى، والتمسّك بالحق، وتنفيذ اوامر
اللّه تعالى، واجتناب نواهيه، وعدم قبول إهانة النفس أو الدين. قال
تعالى " مَن كاَنَ يُرِلد ألعِزَّةَ فَلِلَّهِ آلعِ! " جمَيعًا إِلة يَقحعَدُ ألكَيوُ ألطَّيِّبُ وًالعَمَلُ اَلصّخَلِحُ
يَرفَعُهُر" افاطر: 0 1)، وقال تعالى: " اَلَّذِيئَ يَنَّخِذُونَ اَتبهَفِرينَ أَؤلَيَآ مِن دُونِ
أئمُؤمِنِينَ أَيَتنَغُوتَ عِندَهُمُ ألعِزَّةَ! اِن اَلعِزَ5 دلِّهِ جمَيعًا هها النساء: 139) فالذين
يطلبون العزّة من غير اللّه تعالى بموالاة الكافرين، أو اكتساب المطامع
المادية واهمون؟ لأنَّ العزّة كلها للّه تعالى وحدَه لا شريك له، ولمن
جعلها لهم من المؤمنين. كما قال تعالى: "وَلِلَّهِ ألعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِء
وَلِقمُؤمِنِب% وَلَبِهنَّ آ لمُتَفِقِب لَا يَغلَمُونَ!] ا لمنا فقون: 8).
(1)
(2)
المجمعيون في خمسين عامأ لمحمد مهدي علام ص: 21.
كلمة أباظة في أحمد إبراهيم مجلة الرسالة (س 13) ص: 1157.
57

الصفحة 57