كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ومن عزة المسلم وكرامته ان لا يكون مستباحاً لكلِّ طامع، أو غرضاً
لكل مهاجم، بل عليه أن يدافعَ عن شرفه ودينه وعرضه، وإن أريقت
في ذلك دماء، أو ضاعت مصالح شخصية.
وقد كان الشيخ أحمد إبراهيم شديد المحافظة على عزته وكرامته،
كما قال تلميذ 5 الشيخ عبد الوهاب خلاّف: "وكان شديدَ المحافظة على
كرامته، حتى إنّه في هذه السبيل يغضب الغضب الشديد للأمر الذي يرا 5
غيرُه هيناً، ولكن كل غضبه غضب الكريم، لا يتبعه سوءٌ ولا اذًى،
ولا يلبث ان يزول " (1) ومن الأمثلة على غضبه دلّه تعالى أنَّ ناظرة المدرسة
السنية للبنات في مصر، وهي إنكليزية الجنسية وزّعت على الطالبات
كتاباً باللغة الإنكليزية مدسوساً فيه سوءُ ادبٍ نحو المقام المحمدي
الشريف. فأقامَ الشيخ إبراهيم القيامةَ على هذا الكتاب وعلى الذين
وزّعو 5، أو أمروا بتوزٍ يعه، وعزمَ على الاستقالة، وعلى أن ألا تكون
هذه الاستقالةُ رخيصة، فكانت غضبة دلّه تعالى ولرسوله! جوّ ذات أثر
عظيم في عزة الحق وأهله في تلك المدرسة وغيرها (2).
ومن عزة الشيخ رحمه اللّه وكرامته أنه كان يعفُّ عن المادة وحطام
الدنيا. كما قال تلميذه الأستاذ إبراهيم أباظة: "عف عن المادة في
مختلف مواطنها، ولا سعى إليها، وقد كانت سبلها ميسرة لمن يلتمس
حطام الدنيا الفانية " (3).
ثالثاً - مواقفه:
إنَّ من الاشباب الرئيسة التي تجعلُ عامةَ الناس يتعلّقون بالعالم،
(1)
(2)
(3)
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلأف، مجلة القانون والاقتصاد
السابقة، ص: 390.
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي لعبد الفتاح أبو غدة ص: 114.
كلمة أباظة في الشيخ أحمد إبراهيم، مجلة الرسالة، س 13، ص:
1157.
58

الصفحة 58