كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ويثقون به، ويتوجّهون إليه باستفتاءاتهم: مواقفه الفعالة في الحياة العامة
التي تتعلق بالمجتمع، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية ام اقتصادية،
ونظرته إليها بعقل راجج ونظر شرعي. وقد كان الشيخ أحمد إبراهيم من
اصحاب المواقف في كثير من القضايا. ومن ذلك:
1 - موقفه من دعوة الشيخ محمد عبده الإصلاحية: وقف الشيخ أحمد
إبراهيم رحمه اللّه من دعوة الشيخ محمد عبده الإصلاحية موقفَ المؤيد
والمتبني والمدافع. فقد ايَّد رحمه اللّه كلاً من الشيخ محمد عبده وتلميذَ5
الشيخ محمد رشيد رضا في هذه الدعوة (1). ولم يقفِ الأمرُ عند هذا
الحد، وإنَّما تبناها، واتخذها ديدنه، وكان من أعمدة الإصلاح
الاجتماعي في مصر، يقوم في أنحاء القطر، وفي كل إقليم يحل به
بهداية الناس وإرشاد أبناء الأمة إلى إصلاح النفس؟ لأنه إذ! صلحت
النفس البشرية اصلحت كل شيء، وليس للاستقلال والسيادة إلا طريقٌ
واحد هوالنفس الصالحة (2). وحينما تعرّض الشيخ محمد عبده للاضطهاد
والنفي وقفَ موقف المدافع عنه، وكتب عريضة تأييد ومناصرة، ووقع
عليها، وجمع توقيعات كثير من العلماء في عصره (3).
2 - موقفه من الطاعنين في الإسلام: وقف الشيخ أحمد إبراهيم من
الطاعنين في الإسلام من غير المسلمين موقف العزيز الكريم، فحينما
انتهكت حرمة الرسول لمجي! في مدرسة البنات التي كان يدرس فيها على يد
ناظرتها الإنكليزية التي وزعت كتاباً باللغة الإنكليزية يتضمن مسّاً بشخص
الرسول ع! يِ! غضب غضبةً مضريةً، واقام القيامة على هذا الكتاب وعلى
من وزعوه أو على من أمروا بتوزيعه، وعزم على الاستقالة (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
مقالة في تقريظ تفسير المنار، مجلة المنار (1928 م) 29/ 54 - 55.
المرجع السابق.
تقويم دار العلوم لمحمد عبد الجواد 467/ 1. وقد تقدمت ص (17).
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي لعبد الفتاح ابو غدة ص: 114.

الصفحة 59