كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وفتاويه، فهذا له مجال اَخر نسأل إدلّه أن يوفقنا إلى الوفاء بحقه فيه" (1)
وهو بحق خيرُ من يكتب عن الشيخ أحمد إبراهيم، لكنّ انشغاله
بالتدريس الجامعي العالي، واشتداد المرض عليه حالا دون الوفاء بهذا
الوعد، وتوفي الشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه اللّه قبل أن يتم له ذلك،
ولم يتيسر لاخد بعد الشيخ عبد الوهاب خلاف أن يكتب عن الشيخ أحمد
إبراهيم كتاباً شاملاً حياته وفقهه ومؤلفاته، وظلت حياته العلمية، وآراؤه
الفقهية، ومنهجه في الفقه وجهوده في التجديد، ومؤلفاته: مجهولةً عند
كثير من أهل العلم، لا يحيط بها إلا القليل النادر؟ لأنَّ كل ما كُتب عن
هذا الشيخ الجليل إنما هو مقالات صغيرة جداً، وأكبر مقالة كُتبت عنه
هي ماكتبه الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه اللّه ضمن كتابه "ستة من
فقهاء العالم الإسلامي "، وبلغت ستاً وعشرين صفحة، فجزاه إدلّه خيرأ
على ما صنع، لكنَّ هذه المقالة لا تحقق الامل الذي كان يتمناه الشيخ
عبدالوهاب خلاف، فلم يبيّن فيها منهجه في الفقه، ولاجهوده في
تجديد الفقه، ولم يُعرِّف بمؤلفاته، واكتفى بسردها مع الإشارة إلى
أماكن طباعتها. هذا بالإضافة إلى أنني لاحظت على هذه الترجمة عدة
ملاحظات؟ أرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار عند إعادة طبع الكتاب وهي:
1 - ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في كتابه "ترإجم ستة. ." ص:
114: "أنَّ الشيخ أحمد إبراهيم نُقِل إلى مدرسة الحقوق الخديوية
سنة 1335 هـ=1916 م .. فقام فيها بتدريس الشريعة الإسلامية،
وأمضى فيها قرابة عشر سنوات إلى سنة 1344 هـ- 1925 م" وهذا غير
دقيق؟ لأن الشيخ أحمد إبراهيم نُقل إلى مدرسة القضاء الشرعي
سنة (326 اهـ-1907 م)، وظل فيها حتى اتخ! قرار بإغلاقها
سنة (343 اهـ- 1924 م) ونقل بعدها إلى مدرسة الحقوق الخديوية.
(1)
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلاّف، مجلة القانون والاقتصاد التي
تصدرها كلية الحقوق بجامعة القاهرة، س (15) (1945 م) ص: 387.

الصفحة 6