كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وقال رحمه الله في التكليف بالعبادة: "كُلِّفت المرأة بالعبادات من
صلاةٍ وصومٍ وزكاة وحج، كما كلّف الرجل بذلك .. وقد لاحظت
الشريعةُ الحكيمةُ في التكليف بالعبادات ان تسوِّي بين الرجل والمرأة في
ذلك من حيث اصل التكليف بها، وذلك لصلاحية كلٍّ منهما لأنْ يوجَّه
إليه الخطاب الإلهي بها، ثم خففت عن المرأة حال قيام الأعذار بها
-كما في حالتي الحيض والنفاس - ورفهت عنها فيما فيه مشقة عليها نظرأ
لبنيتها وتكوينها الطبيعي، وحافظت على صيانتها بما تقضي به حكمة
التشريع " (1).
وقد شهد له بالحرص على التدين وإقامة شعائر الدين تلميذُه الأستاذ
إبراهيم دسوقي اباظة، حيث قال: "فما عرفتُ ادقَّ منه في سبر أغوار
المشاكل العلمية، في يسرٍ وسهولؤ، ولا أحرص منه على شعائر الدين
والتقوى في نقاوة وورع " (2).
المطلب السادس: مكانته العلمية
حَظِيَ الشيخُ أحمد إبراهيم رحمه اللّه في الأوساط العلمية الراقية
بمكانة علمية مرموقة ومتميزة احتلّت موقعأ متقدماً بين علماء عصره،
وشهد له بهذه المكانة كلُّ من عرفه والتقاه من العلماء، وتنطق بهذه
المكانة العلوم والفنون التي أحاط بها رحمه اللّه، وممّا يؤكد هذه
المكانة حرص الجهات العلمية على الاستفادة منه. وفيما يلي بيان ذلك:
أولاً - شهادة علماء عصره له:
شهد للشيخ احمد إبراهيم بالمكانة العلمية المرموقة كثيرٌ من علماء
(1)
(2)
المرجع السابق.
كلمة أباظة في الشيخ أحمد إبرإهيم، مجلة الرسالة، س 13 ص:
1157.
64

الصفحة 64