كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

1 - علوم اللغة العربية: لا ننسى أنَّ الشيخ أحمد إبراهيم تخرّج في
دار العلوم التي تهتم اهتماماً بالغاً باللغة العربية، وتؤهِّلُ خريجيها
لتدريس اللغة العربية، فهو متمكن من اللغة العربية بحكم دراسته
الجامعية في دار العلوم. وممّا زادَ من تمكنه من هذه اللغة تدريسه لها
في المدارس الحكومية وفق المناهج الدراسية القديمة المتينة مدة طويلة
بلغت تسع سنوات. وفي هذه الفترة كان يجولُ في علومها، ويحلِّقُ فيها
حتى اصبحَ حجةً ومرجعأ فيها.
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: "كان الشيخ في فترة تدريسه في دار
العلوم والمدرسة السنية للبنات يجولُ في علوم اللغة العربية، ويحلّق
فيها، وكان فيها حجة ومرجعاً، وغدا في الطبقة العليا من علمائها ..
وكان فحلأ فيها" (1).
وقال الشيخ عبدالوهاب خلاّف: "تحوّل من مدرِّس لعلوم اللغة
العربية إلى فقيه متشرع. . وثروته الأدبية تَقْرُبْ من ثروته الفقهية، حتى
لقّب بحق: أديبَ الفقهاء وفقيه الأدباء" (2).
وقال الشيخ محمد أبو زهرة فيه: "ومما لوحط في حياة ذلك الرجل
العظيم أنَّه لم يكن فقيهاً فقط، وإن كان قد بلغ الذروة في الفقه. . فقد
كان مع هذا أديباً وشاعراً مجيداَّ، فلو لم يشتهر بالفقه لاشتهر بالأدب،
وكان تلاميذه في مدرسة القضاء الشرعي يقولون: إنَّه فقيه الأدباء وأديب
الفقهاء، وقد كان على علم عميق بدقائق علوم النحو والصرف
والعروض، وله مباريات وجولات في الشعر على بحور العروض
(1)
(2)
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي لعبد الفتاح أبوغدة ص:
114 - 115.
كلمة خلاف في أحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقتصاد السابقة ص:
390.
67

الصفحة 67