كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

2 - مجمع اللغة العربية بالقاهرة: حر صمجمع اللغة العربية بالقاهرة
على الاستفادة من علمه في علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة الإسلامية
فعينه عضوأ دائماً فيه سنة (361 أهـ-1942 م) خلفاً للشيخ محمد
مصطفى المراغي شيخ الأزهر الذي قدّم استقالته من المجمع طوعاً
سنة (1361 هـ= 1942 م) ووافق مجلمس المجمع على هذه الاستقالة،
وكان قد أعلن المجلس عن خلو مكان آخر بوفاة المرحوم عبد القادر
حمزة. وفي جلسة من جلسات مجمع اللغة العربية أجريت عملية
الانتخاب للكرسيين الخاليين، وأسفر الاقتراع النهائي بفوز الشيخ أحمد
إبراهيم والدكتور علي توفيق شوشة.
وكان رحمه اللّه عضواً فاعلاً في هذا المجمع، يفيض بالحيوية
والنشاط. وقد عبَّر عن ذلك خلفه الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني:
"وما بي من حاجة إلى الإطلاع على ما اسداه إلى المجمع، فما أشكُّ انَّ
سعة علمه وحرصه على الاجتهاد ودقة تتبعه للقوانين الوضعية،
وإخلاصه، واستقامة نظره إلى الأمور كلُّ ذلك لا يدعُ مجالا للشك في
انّه كان من أكبر أعضاء المجمع نفعاً في وضع المصطلحات القانونية،
والاستمداد من الفقه الإسلامي، وقد كان فيه استاذاً لا يشق له غبار،
وإماماً إذا شئتم، فما - واللّه - في هذا مبالغة، إنَّ الالاف من تلاميذه
ليشهدون بذلك ويقرون به. فمن أنا حتَّى اكون خلفاً لهذا الرجل الجليل
الذي عاش ما عاش مثالاً للاستفادة في التفكير والسلوك، والذي كان
حجة في زمانه، ووحيد اقرانه في البحث والاجتهاد، والذي ماكان
يعرف غير البحث والنظر والتعمق والغو ص" (1).
وبالرغم من المدة القصيرة التي قضاها الشيخ احمد إبراهيم رحمه اللّه
عضواً دائماً بمجمع اللغة العربية (1361 - 364 اهـ=1942 - 1945 م)
فقد أسهم بنشاط كبير فيه، ومن ذلك:
(1)
كلمة المازني في الشيخ أحمد إبراهيم، مجلة المجمع 7/ 156.
71

الصفحة 71