كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ولد الشيخ عبد الوهاب خلاف في بلدة كفر الزيات بمصر
سنة (1305 هـ-1888 م) وحفظ القراَن الكريم، والتحق بالأزهر
الشريف، ثم انتظم في سلك مدرسة القضاء الشرعي إثر افتتاحها
سنة (325 اهـ-1907 م)، وتخرّجَ فيها سنة (334 اهـ-1915 م)
وتتلمذ في هذه المدرسة على فضيلة الشيخ احمد إبراهيم، حيث درس
عليه الفقه، وهي المادة التي تطلّعت الانظارُ إلى دراستها ومن يدرّسها،
لهذا شمر الفقيد احمد إبراهيم عن ساعد الجدّ، وواصل أوقات العمل،
ولم يدع مجهودأ في بحث فقهي إلاَّ بذله، ولا كتاباً معروفاً في الفقه إلا
درسه، واخذ في إعداد دروسه على خير وجه وأنفعه، وفي تحرير
مذكراته بدقة وتحقيق " (1).
وقد ظلت علاقة الشيخ عبدالوهاب خلاّف بأستاذه -بعد تخرجه-
قوية، حيث حرص الشيخ احمد إبراهيم على تعيينه في مدرسة القضاء
الشرعي، وفي كلية الحقوق بجامعة القاهرٍ ة، وقد بقي فيها حتى توفي
سنة (1375 هـ=1956 م) وترك مجموعة من المؤلفات المشهورة في
علم الفقه والأصول منها: "علم أصول الفقه "، و"أحكام الوقف"
و"أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية " (2).
ثانيأ - الشيخ محمد أبو زهرة: إذا كان للشيخ أحمد إبراهيم كلمة
مسموعة بين شباب الإسلام في مصر، فإنه أصبح للشيخ محمد أبو زهرة
صوتاً مجلجلاً بين شباب العالم الإسلامي، حيث قال أحد الشباب
الباكستانيين للدكتور عبد العزيز كامل: "لو كان عندنا مثل هذا العالم
(1)
(2)
كلمة خلاف في شيخه، مجلة القانون والاقتصاد السابقة ص: 389.
انظر ترجمته: النهضة الاسلامية في تراجم أعلامها المعاصرين للدكتور
محمد رجب البيومي 212/ 5 - 224. وفي كتاب عبد الوهاب خلاف
للمؤلف، المنشور في هذه السلسلة المباركة.
79

الصفحة 79