كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فيه: "والحق ان هذا الإمام كان يتمتع
برجاحة العقل، ومتانة الدين، وسعة العلم، ودقة الفهم، وعمق
النظر، ونصاعة الحكمة، وسداد التوجيه، والفكر الصائب،
والتواضع، والأدب الجم، مع الاستبحار في الفقه الإسلامي وأصوله
وفروعه، ومقاصد 5 وأهدافه ومذاهبه، حتى قال فيه تلميذ 5 شيخنا فقيه
العصر بعد 5 الإمام الشيخ محمد ابو زهرة رحمه اللّه تعالى: (ما أتى بعدَ
الإمام الفقيه العلامة ابن عابدين الشامي فقيه مثل الشيخ أحمد إبراهيم
رحمة اللّه عليه) وهذا دهر طويل يزيدُ على مئة عام" (1).
وأختم الثناء بكلمة أخرى لتلميذه الشيخ عبدالوهاب خلاف:
"أستاذي الجليل أحمد إبراهيم، قضيتَ في خدمة الفقه الإسلامي أربعين
عاماً كالشجرة المباركة، ثمرُها طيب، وظلها ظليل، وحسبك انك
حررتَ عقلك من رق التعصّب، وأطلقته من أسر الجمود، وبعثتَ في
تلاميذك روحَ البحث الحرة، وملكة النقد الصحيح، ونهضتَ بالموازنة
بين مذاهب المسلمين من سنّيين وغير سنّيين .. وحسبك انك ألبستَ
بحوث الفقه ثوباً من حسن البيان، وفصاحة الأسلوب، ووثقت الصلة
بينه وبين البحوث القانونية .. فإن كنت لم تترك ثروة مالية يقتبسها
ورثتك، فقد تركتَ ثروة يقتبسها المسلمون، فأبناؤك وفتاويك
ومحاضراتك ثروةٌ يعتزّ بها كل باحث، وتخلِّد ذكراك بين العلماء
والباحثين، وما ما! مَنْ كانت بقاياه مثل بقاياك، وما انقطع عملُ مَنْ
ترك للناس مثل علمك، واللّه يتغمدك برحمته، ويجزيك خير
الجزاء" (2).
(1)
(2)
-7 - كبمعبمه
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي ص: 119.
نقلاً عن تراجم ستة من فقهاء العالم الاسلامي لعبد الفتاح أبو غدة ص:
117 - 118.
84

الصفحة 84