كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

وتكوّنت ملكته، وصار فقيهَ النفس، يؤتي كلَّ حين ثماراً طيبة من فقهه
وعلمه " (1).
وقال ابنه المستشار واصل علاء الدين عند معالجته موضوع: "التلقيح
الاصطناعي " الذي ظهر بعدَ وفاة والده: "وكم كنت اتمنى أن يعاصِرَ
المرحوم الإمام هذا الموضوع ليوفيه من بحثه العميق المقارن الذي تمليه
العقلية الشرعية القانونية المشبعة بروح البحث العلمية والعملية " (2).
وقال الدكتور منصور فهمي في حفل استقباله: "فهذا الزميل المحترم
الشيخ أحمد إبراهيم بك له نحو العشرين بحثاً وكتاباً قيماً في الففه
واحكام الشريعة، ألفها خلال حياته المباركة، التي قضاها في خدمة العلم
والأدب والتشريع، حتى اصبحَ بنفسه وبما أثمرَ من بحوث ودراسات
مرجعأ وثيقاً لدقائق الفقه الإسلامي، وأسرار الشريعة الغرَّاء" (3).
فما حقيقةُ الملكة الفقهية؟ وما مكوناتها عند الشيخ أحمد إبراهيم؟.
هذا ما سنجيب عنه - إن شاء اللّه - في هذا المطلب:
أولاً - حقيقة الملكة الفقهية: الملكة الفقهية هي: "صفةٌ راسخة في
النفس تحقّق الفهمَ الصحيحَ لمقاصد الكلام، الذي يسهِمُ في التمكّن من
إعطاء الحكم الثرعي للقضية المطروحة، إمّا بردها إلى مظانّها في
هخزون الفقه، أو بالاستنباط من الأدلة الثرعية أو القواعد الكلية " (4)،
وهي تحصلُ للفقيه بتحقق مقوّماتها، ومنها: (1) - استعداد عقلي
وروحي وشخصي للفقيه (2) - منهاج أصيلُ يقوم على حفظ القرآن
الكريم وتدبر 5 (3) - معرفة السنة النبوية (4) - معرفة مواطن الإجماع
(1)
(2)
(3)
(4)
نبذة عن حياة الشيخ أحمد إبراهيم لخلاّف، مجلة القانون والاقتصاد
السابقة ص: 389.
مجموعة أحكام الأحوال الشخصية لأحمد إبراهيم وابنه ص: 601.
كلمة منصور فهمي في الشيخ أحمد إبراهيم في حفل استقباله، مجلة
المجمع 10/ 6.
ثكوين الملكة الفقهية للمؤلف ص: 58 - 87.
86

الصفحة 86