كتاب أحمد إبراهيم بيك فقيه العصر ومجدد ثوب الفكر في مصر

ويعدّ الشيخ أحمد إبراهيم رائدَ هذه المقارنة، فبالرغم من انه حنفيئُ
المذهب، إلا انه غاص في بحر المذاهب الفقهية من سنية وشيعية
وظاهرية وإباضية وغير ذلك. فقال في بحث مقارن في المواريث في
الشريعة الإسلامية: "وهو بحث مستفيض عرضتُ فيه احكام المذاهب
المشهورة كلها، وهي مذاهب الأئمة الأربعة: ابي حنيفة، ومالك،
والشافعي، وأحمد، ومذاهب الشيعة الإمامية في بلاد المملكة
الفارسية، والشيعة الزيدية في بلاد اليمن، والإباضية في بلاد عُمان
وإمامة مسقط وغيرها، والظاهرية، المتروك العمل به منذ ستة قرون
تقريباً، مع ذكر الآراء الأخرى لأئمة الشريعة المجتهدين من الصحابة
والتابعين ومَنْ بعدهم، وذكر أهم كتبهم " (1).
وقال تلميذه الشيخ عبدالوهاب خلاّف في ذلك: "استاذي الجليل
أحمد إبراهيم قضيتَ في خدمة الفقه الإسلامي أربعين عامأ كالشجرة
المباركة، ثمرُها طيب، وظلّها ظليل، وحسبك انك حررت عقلك من
رقِّ التعصب، وأطلقته من أَسْرِ الجمود، وبعثتَ في تلاميذك روحَ
البحث وملكة النقد الصحيحَ، ونهضت بالموازنة بين مذاهب المسلمين
من سنيين وغير سنيين؟ لأنَّ الحق ليس مقصورأ على شخص، وفضلُ اللّه
يؤتيه منْ يشاء" (2).
وقال تلميذُه الشيخ محمد أبو زهرة: "إنَّه بمجرّد ان اُنشئت الدراسات
العليا للتأهيل للدكتوراه أخذ يفيضُ عليها، وفي اقسام الدكتوراه بهذه
الكلية ابتدأت دراسة الفقه المقارن، فكان الأستاذ الجليل الشيخ احمد
إبراهيم يلقي دروسه موازنأ في النظريات الفقهية بين مذاهب ثمانية: هي
(1)
(2)
بحث مقارن في المواريث لأحمد إبراهيم، مجلة القانون والاقثصاد،
س (3)، ع (6) ص: 810. قلت: الظاهرية من السنة كما لا يخفى (ن).
كلمة الشيخ خلاف في شيخه نقلها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ضمن كتابه
تراجم ستة فقهاء ص: 117 - 118.
99

الصفحة 99