كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

9 - رسالة الحجاب
كثر النقاش في هذه الأيام حول مسألة حجاب المرأة المسلمة، وغطاء
وجهها، واختلفت أقوال العلماء فيه؟ فمنهم من يرى وجوبه وفَرْضِيَّتَه،
ومنهم من يرى استحبابه، ومنهم من يقول: إنَّه يتبعُ العُرفَ والعادة تبعأ،
ويؤثَر في ذلك العصر والمِصرُ.
وقد أراد الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّه - أن يبيَّنَ القولَ الفصلَ،
وما يعتقده في هذه المسألة، فكتبَ رسالة قصيرةً مختصرة، وهي على
وجازتها، جَلَتِ القولَ في ذلك، موردةً قولَ الطرفين في مسألة الحجاب
ومناقشتها.
وفي البداية قذَم الشيخ بمقدمة ذكَر فيها بما دعتْ إليه الشريعةُ
الإسلاميةُ السمحةُ من مكارم الأخلاق، ومنها خُلُقُ الحياء، الذي هو
شعبةٌ من شُعَب الإيمان، وإنَ من الحياء المأمورِ به شرعاً وعُرفاًاحتشامَ
المرأة، وتخفقَها بالأخلاقِ التي تُبْعِدُها عن مواقع الفتن، ومواضع
الزيَب. وإنَّ مما لا شكَّ فيه أنَ احتجابَها بتغطية وجهها ومواضعِ الفتنة منها
لهو أَكبرُ احتشا أ تفعلُه، وتتحفَى به، لما فيه من صونِها وإبعادِها عن
الفتنة.
وذكَر انَ الناس في بلاده، وهي بلادِ الوحي والرسالةِ والحياء
والحشمةِ، كانوا على طريق الاستقامة في ذلك، فكان النساءُ يخرجنَ
متحجبّاتٍ متجلبباتٍ بالعباءةِ أو نحوها، بعيداتٍ عن مخالطةِ الرجال
الأجانب.
ويرى انَّ النظرةَ إلى الحجاب قد تغيّرت لدى الكثيرين من أهل هذه
البلاد؟ بسبب المؤثرات الخارجية والداخلية، من تأثرٍ بوسائل الإعلام،
أو تقليدٍ للغير، او بسبب اجتهاداتِ بعض العلماء الذين يرى انهم
مخلِصونَ في اجتهادهم، لكنّهم جانَبوا الصواب في ذلك، او بسبب آراء
100

الصفحة 100