كتاب محمد صالح العثيمين العالم القدوة المربي والشيخ الزاهد الورع

"إنَّ الحكمة: هي اتقان الأمور وإحكامها، بان تُنزَّل الأمورُ
منازلَها، وتوضع في مواضعها، كما يؤكد أنَّ الحكمة تابى أن يتغيِّر
العالَا بين عشيةٍ وضحاها، فلا بدَّ من طول النفس ".
ويستشهد -رحمه اللّه- بأمثلةٍ عديدةٍ من حكمة الرسول ع! ي! في
الدعوة، مما ينبغي على الدعاة أن يتأسوا به، ويتخذوه نبراساً في نهجهم
ا لدعوي.
الزاد الرابع: أن يتخلَّق الداعية بالأخلاق الفاضلة؟ بحيث يظهر
عليه أثرُ العلم في معتقده، وفي عبادته، وفي هيئته، وفي جميع
مسلكه، حتى يمثّلَ دورَ الداعية إلى اللّه. أما ان يكون على العكس من
ذلك فإنَّ دعوته سوف تفشلُ، هان نجحت فإن نجاحَها قليل.
الزاد الخامس: أن يكسر الداعية الحواجز التي بينه وبين الناس.
وهو -رحمه اللّه - يعيبُ على بعض الدعاة الذين يأنفون من نُصْح من
يرونهم يفعلون المنكر بحجة انهم عصاة وَفَسَقَةٌ، ويتساءل -رحمه اللَّه -،
موجهأ خطابه إلى الدعاة إلى اللّه:
"إذا كنتَ أنتَ أيها الداعية المسلمُ لا يمكِنُ أن تمشي نحو هؤلاء،
ولا ان تذهبَ إليهم لدعوتهم إلى اللّه، فمن الذي يتولاهم؟ ".
الزاد السادس: أن يكون قلب الداعية منشرحاً لمن خالفه، لاسيما
إذا علم أن الذي خالفه حسنُ النيةِ، وانَّه لم يخالفه إلا بمقتضى قيام الدليل
عنده، وأنَّ هناك مسائلَ فرعيةٍ يختلفُ فيها الناس، وهي في الحقيقة
مما وسَّع اللّه فيه على عباده.
! هلأ! كبم
103

الصفحة 103